في مثل هذه الأيام من عام 195 للهجرة، وُلِدَ أقصر الأئمة عُمراً، الإمام محمد الجواد عليه السلام.
هو الإمام الذي استشهد والده وعمره ثمان سنوات، فكان المؤمنون أمام امتحانٍ بِلَونٍ جديدٍ شديدٍ، وهو اتِّباع إمامٍ بهذا السنِّ للمرة الأولى، قبل أن يتكرر الأمر مع ابنه الهادي عليه السلام بعمرٍ مماثل، وحفيده المهدي المنتظر عليه السلام ذو السنوات الخمس عند شهادة والده!
لكنَّه عليه السلام كان جواداً على الشيعة في أيامه، فعَمَّهم بعلومه وبركاته ورعايته، وما أظهر الله على يديه من العجائب الباهرة، فعرفوا شيئاً من قدره وشأنه وعظمته عند الله تعالى.
ثمَّ كان جواداً على الشيعة في زمن غيبة حفيده.. في أيَّامنا نحن، الذين غابَ عنَّا إمامنا، فَبيَّنَ لنا وحَذَّرَنا وأرشدنا رحمةً بنا وبأدياننا.