الصفحة الرئيسية

الكتب والمؤلفات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الكتب والمؤلفات PDF (9)
  • عرفان آل محمد (ع) (17)
  • الإلحاد في مهب الريح (12)
  • قبسات الهدى (14)
  • الثالوث والكتب السماوية (6)
  • الثالوث صليب العقل (8)
  • أنوار الإمامة (6)
  • الوديعة المقهورة (6)

المقالات والأبحاث :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التوحيد والعدل (13)
  • سيد الأنبياء محمد ص (13)
  • الإمامة والأئمة (28)
  • الإمام عين الحياة (16)
  • أمير المؤمنين عليه السلام (24)
  • السيدة الزهراء عليها السلام (48)
  • سيد الشهداء عليه السلام (47)
  • الإمام المنتظر عليه السلام (9)
  • لماذا صرتُ شيعياً؟ (7)
  • العلم والعلماء (15)
  • الأسرة والمرأة (8)
  • مقالات اجتماعية (19)
  • مقالات عامة ومتنوعة (58)
  • الموت والقيامة (24)

إتصل بنا

أرشيف المواضيع

البحث :




جديد الموقع :


 شَهيدُ الهُدى.. الحُسَينُ بنُ عَليّ (عليه السلام)
 287. الإمام الجواد.. والشيعة في زمن الغيبة!
 286. هَل يُغلَبُ رُسُلُ الله وحِزبُه؟!
 285. هل أراد الله بنا (شرَّاً) فحَجَبَ عنَّا (النَّصر)؟!
 284. لن يُمحَقَ دينُ محمد (ص)!
 283. ما حُكمُ (الجِهَادِ) في أيامنا؟!
 282. الجواد.. إمامٌ يعلمُ ما في النفوس!
 281. ما من خالقٍ.. إلا الله!
 280. هل بينك وبين الله قرابة؟!
 279. المَهديُّ إمامٌ.. تبكيه العيون!

مواضيع متنوعة :


 161. عليٌّ.. وأعظم الآيات
 مقال6: (الإلحاد الجديد) في مدرسة الصادق عليه السلام
 33. رسولُ الله.. قائمٌ مقامَ الله!
 249. أبالِسَةٌ.. في رَكبِ يَزيد!
 مقال8: الملحد عدو نفسه
 60. هل يصيرُ المؤمن من (أَخْسَرِ الْخَاسِرِينَ)؟
 50. ما السرُّ في (تسبيح فاطمة)؟!
 131. حَرارَةُ المَوت !
 مقدّمة كتاب أنوار الإمامة
 71. حقيرٌ.. في ضيافة الله!

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2
  • الأقسام الفرعية : 22
  • عدد المواضيع : 356
  • التصفحات : 694868
  • التاريخ :



















  • القسم الرئيسي : المقالات والأبحاث .
        • القسم الفرعي : الإمامة والأئمة .
              • الموضوع : 180. الحَجُّ.. إلى الإمام! .

180. الحَجُّ.. إلى الإمام!

بسم الله الرحمن الرحيم

ما أكثَرَ البيوت في تاريخ البشر وأقدَمَها، لكنَّ الله تعالى مَيَّزَ بيتاً منها، بناهُ خليلُهُ إبراهيم عليه السلام في بَكَّة، فكان ﴿مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمينَ﴾، مِن ثمَّ صارَ فيه للخليل عليه السلام مقامٌ عظيمٌ.

وقد أمرَ الله تعالى المستطيع من النّاس بالحجِّ إلى بيته هذا، وجَعَلَ الإعراض عن ذلك بمثابة الكفر فقال تعالى: ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمينَ﴾.

لقد كان الحجُّ واحداً من أمورٍ خمسةٍ بُني عليها الإسلام، أحدُها الولاية لِمَن وُلِدَ في البيت العتيق، ورغم عظمة الحجّ، فإنَّهُ: لَمْ يُنَادَ بِشَيْ‏ءٍ كَمَا نُودِيَ بِالْولَايَة (الكافي ج2 ص18).

وهكذا صارَت الولايةُ للإمام المعصومِ أُسَّ الإسلام، وشرطاً في قبول الحجّ وسائر الأعمال.

وكان لآيات الحجِّ باطنٌ يُفسَّرُ بالإمام، فكأنَّ الحجَّ صار في الظاهر إلى البيت، وفي الباطن إلى إمامِ البيت المولود فيه، وذُرَيَّته المطهَّرين عليهم السلام. ولم يكن جحودُ الحجِّ أهونَ مِن جحود الولاية.

وبذلك تَجَلَّت جملةٌ من المراتب السامية لهم عليهم السلام في الحجِّ منها:

1. الأمانٌ في الدُّنيا والآخرة

قال الله تعالى عن بيته المُبَارَك: ﴿وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً﴾، لكنَّه قَرَنَ الأمنَ المُطلقَ في الدُّنيا والآخرة بموالاة أوليائه، فقد روى المحمَّدون الثلاثة (الكليني والصدوق والطوسي) رحمهم الله في الكافي والفقيه والتهذيب عن الإمام الصادق عليه السلام قوله لمّا سئل عن الآية:

مَنْ أَمَّ هَذَا الْبَيْتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ الْبَيْتُ الَّذِي أَمَرَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَعَرَفَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ حَقَّ مَعْرِفَتِنَا، كَانَ آمِناً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ (الكافي ج4 ص545).

ليسَ دخولُ البيتِ مُختصّاً بأهل الإيمان، لكنَّ معرفة حقِّهم عليهم السلام أمرٌ مختصٌّ بشيعتهم وأوليائهم، فَكَفَاهُمُ الله (هَمَّ الدُّنيا والآخرة)، رغم كلِّ ما يقعُ عليهم مِن ظُلاماتٍ.

فالمؤمنُ وإن ابتُليَ وظُلِمَ يظلُّ غيرَ مهمومٍ للدُّنيا وهو فيها، ولا للآخرة عند بلوغها، ففي الدُّنيا يكفيه الله ما أهمَّهُ، وفي الآخرة تَقَرُّ عينُه بلُقيا إمامه وجواره، ورضوان من ربّه.

وهكذا يظلُّ الحاجُّ لبيت الله الحرام في أيامنا، ممَّن عرف حقَّهم عليهم السلام، منتظراً ظهور الإمام المذخورُ مِنهم عليهم السلام، فيدخُل المؤمنُ حينها في أمنٍ وأمانٍ من طَرزٍ آخر يرعاه الحجُّة منهم، فعن الصادق عليه السلام في القائم عجل الله فرجه:

أَمَّا قَوْلُهُ ﴿وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً﴾ فَمَنْ بَايَعَهُ وَدَخَلَ مَعَهُ، وَمَسَحَ عَلَى يَدِهِ، وَدَخَلَ فِي عَقْدِ أَصْحَابِهِ كَانَ آمِناً (علل الشرائع ج1 ص91).

هذا حالُ المؤمنين بآل محمد عليهم السلام، أمّا أعداؤهم فهم مصداق الذين يلحدون في البيت بظلمِ العترة الطاهرة، وقد قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُرِدْ فيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَليمٍ﴾ (الحج 25)، وقال الصادق عليه السلام:

نَزَلَتْ فِيهِمْ حَيْثُ دَخَلُوا الْكَعْبَةَ فَتَعَاهَدُوا وَتَعَاقَدُوا عَلَى كُفْرِهِمْ وَجُحُودِهِمْ بِمَا نُزِّلَ فِي أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (ع)، فَأَلْحَدُوا فِي الْبَيْتِ بِظُلْمِهِمُ الرَّسُولَ وَوَلِيَّهُ، فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (الكافي ج1 ص421).

وهكذا صارَ البيتُ ميزاناً لأولياء آل محمدٍ وأعدائهم، فأولياؤهم يأتونَه عارفين بحقِّهم فينالون ثواب الحجيج الداخلين بيتَه، وأعداؤهم يدخلونَ البيتَ فيخرجونَ مِنهُ أعداءً لله مُبعَدين عن رحمته تعالى لجحودهم وظلمهم.

وبهذا يظهر أنَّ ثمرة الحجِّ إنما تتمُّ بموالاة الإمام، فكأنَّ الحجَّ كان إليه، ألم يأمر الله تعالى خليله إبراهيم بتطهير البيت لآل محمدٍ عليهم السلام؟!

قال تعالى: ﴿وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بي‏ شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفينَ وَالْقائِمينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ (الحج 26).

وفسَّرَها الإمامُ الكاظم عليه السلام بقوله: يَعْنِي بِهِمْ آلُ مُحَمَّدٍ (ص) (تأويل الآيات الظاهرة ص331).

لَقَد خصَّ الله تعالى بِبَيتِهِ فئةً من النَّاس تتَّصِفُ بكلِّ صفات الكمال، وطهَّرَهُ لأجلهم، فصارَ وَليدُهم في الكعبة إماماً في الدُّنيا والآخرة!

فلأيِّ شيءٍ طَهَّرَ الله تعالى بيتَه؟ لأجل طوافهم وقيامهم وركوعهم وسجودهم فقط؟ أم لكي يستقبل فيه أيضاً مولوداً لا يكتملُ طوافُ البيت والحجُّ إليه إلا بولايته؟!

هل يؤجَرُ العبدُ على الحجِّ الذي لا يقترنُ بموالاة الإمام؟! أم يظلُّ قبولُهُ معلَّقاً حتى يتوجَّهَ إلى مَن أمرَ بالتوجُّه إليه فصار من معاني الحجّ الباطنة؟

لقد اختبر الله تعالى الناس: بِأَحْجَارٍ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَا تُبْصِرُ وَلَا تَسْمَعُ.. لكي يمتازَ الصادقون المنقادونَ لأمره تعالى عمَّن سواهم، وليس مِن هؤلاء مَن جَحَدَ إمامة الأطهار، فإنَّه رأس الكذب والشقاق.

2. الحجُّ.. ولقاء الإمام

إنَّ الطوافَ بالبيت ليس أمراً مُختصاً بالمؤمنين، ولا الإيفاء بالنذور، فلماذا أمرَهم الله تعالى بذلك؟ فقال: ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتيقِ﴾ (الحج29).

لقد أرادَ الله تعالى مِن عبادِه أن يأتمروا بأمر وليِّه، فألزَمَهَم بالرجوع إليه والأخذ عنه بعد الطَّواف ببيت الله، فقَرَنَ الله تعالى بين الحجِّ وهو مَنسَكٌ عامٌ وشعيرةٌ يجتمعُ فيها الحجيجُ مِن كلِّ مكان، وبين نُصرَةِ الإمام الذي افترَضَ طاعته، فأمَرَهم بالامتثال لأمره.

ولقد نظَرَ الإمام الباقر عليه السلام إلى الناس يطوفون حول الكعبة فقال:

هَكَذَا كَانُوا يَطُوفُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، إِنَّمَا أُمِرُوا أَنْ يَطُوفُوا بِهَا ثُمَّ يَنْفِرُوا إِلَيْنَا فَيُعْلِمُونَا وَلَايَتَهُمْ وَمَوَدَّتَهُمْ، وَيَعْرِضُوا عَلَيْنَا نُصْرَتَهُمْ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾ (الكافي ج‏1 ص392).

لقد استجابَ الله تعالى دعاء إبراهيم عليه السلام، وجعلَ أفئدةً مِنَ الناس تهوي إليهم عليهم السلام، وتعرضُ عليهم النُّصرة، فلو أنَّ الإمام استُضعفَ في وقتٍ من الأوقات ولَم تكُن أمة المسلمين بأطرافها المتقاربة والمتباعدة شريكةً في الحَدَث، أو كانت غافلةً عن معرفة ما جرى عليه ونُصرَته، فإنَّ الله تعالى قد أوجب عليها عند اجتماع حجيجها أن يهبُّوا لعَرض النُّصرة على الإمام بمبادرةٍ منهم، وهذا حقٌّ للإمام على الأمّة، فإن وجدَ كلمتهم مجتمعةً على نُصرَته، ورأى الصلاح في استنصارهم استثمر ذلك بأمر الله.

وهكذا كانت ثمرةُ النَّذر أيضاً، فعنهم عليهم السلام: ﴿وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ﴾ فَيَمُرُّوا بِنَا فَيُخْبِرُونَا بِوَلَايَتِهِمْ، وَيَعْرِضُوا عَلَيْنَا نُصْرَتَهُمْ (الكافي ج‏1 ص392).

وفي حديثٍ آخر: ﴿لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ﴾ قَالَ: هُوَ لِقَاءُ الْإِمَامِ (ع‏) (تأويل الآيات الظاهرة ص331).

وهكذا صارَ المؤمنُ يعرضُ النُّصرةَ على إمامه في حضوره شخصه، ويخاطبُهُ بقلبه عند غيابه، مُبدياً له الاستعداد صِدقاً وحقّاً لنُصرته.

لكنَّ الأمَّة منذ أوَّل أيامها أعرضَت عن إمامها، حتى آل الأمر بها أن سَعَت لقَتلِ حُسينِها! في البيت الحرام نفسه!

فخَرَجَ الإمام من بيت الله وحَفِظَ حُرمَتَه، فنظَرَ الله تعالى إلى زوّار قبره قبل أن ينظر إلى حجاج البيت الحرام! وأهل الموقف في عرفات! ففي هؤلاء مَن تَوَلَّدَ من نُطفةٍ طاهرةٍ وأخرى نجسة، أما زوّار الحسين عليه السلام فقد خلقوا من فاضل الطينة الطاهرة.

وقد قال الإمام الصادق عليه السلام لبعض أصحابه:

لَوْ لَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَدَعَ النَّاسُ الحَجَّ لَحَدَّثْتُكَ بِحَدِيثٍ لَا تَدَعُ زِيَارَةَ قَبْرِ الحُسَيْنِ (ع) أَبَداً (مصباح المتهجد ج‏2 ص716).

وهكذا صارَ وفاءُ نَذرِ الحجيج بلقائهم إمامَهم، وإبراز نُصرَتهم له إن قدروا، وإلا فالعَزم على ذلك، وهو حالُ الشيعة كلَّ يوم.

وصارَ الحجُّ حَجّاً إلى الإمام بعد الحج إلى بيت الله، ومَن لَم يُوَفَّق لذلك سعى لزيارة الحسين عليه السلام، لينال نظرةً مِنَ الله تعالى قبل الحجيج في عرفات.

3. حُرمة البيت.. والإمام

لقد أوجَبَ الله تعالى تعظيم حُرُمَاته، وقال بعد بيان أحكام الحج: ﴿ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ الله فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ (الحج30)، وصارَ انتهاكُ هذه الحُرُمات أو قطعها بمثابة الشِّرك بالله تعالى، وكانت الحُرُمات ثلاث، وكان من مصاديق انتهاكها ما بيَّنهُ الإمامُ الباقر عليه السلام:

1. انْتِهَاكُ حُرْمَةِ الله فِي بَيْتِهِ الحَرَامِ: ومِن ذلك ما فعله قومٌ دخلوا الكعبة وهتكوا حرمتها بجحودِ حقِّ الإمام المولود فيها! ثمَّ بلغَ الحال بآخرين أن أرادوا قتلَ الإمام فيها! وغيرِهم هدموا حجارَتَها! ولا يزال بعضُهم ينتهكُ حرمَتَها بالتسلُّط عليها بغير حقٍّ، ومنع المؤمنين من إقامة شعائرهم كما أمرهم الله تعالى فيها وفي غيرها!

2. تَعْطِيلُ الْكِتَابِ وَالْعَمَلُ بِغَيْرِهِ: فالكتابُ يُتلى على منابر المسلمين آناء الليل وأطراف النهار، لكن حدوده مُضيَّعةٌ، والعملُ به صارَ تَرَفاً عند المنتهكين لحرمته!

3. وَالثَّالِثَةُ: قَطِيعَةُ مَا أَوْجَبَ الله مِنْ فَرْضِ مَوَدَّتِنَا وَطَاعَتِنَا (تأويل الآيات الظاهرة ص332).

وبهذه القطيعة خَرَجَت الأمة عن ولاية الله ودخلت في ولاية الشيطان، فنُقِضَ عهدُ الله تعالى، وَعَمَّ الفسادُ الأرض ولا يزال! فجَنَت الأمّةُ ثمارَ جحودها للإمام.

لقد أدركَ المؤمنون أنَّ الحجَّ بابٌ من أبواب الله لإرشاد العباد إلى الإمام إن جهلوه، وإلزامهم باتِّباعه ونُصرته إن غفلوا عن ذلك، لكنَّ الأمَّة ابتُليَت بقومٍ صَدُّوها عن دينِ الله في بيت الله وغيره فاتَّبَعَتهم!

لقد نظر الباقر عليه السلام بعدما استقبل القبلة يوماً إلى حلقاتٍ في المسجد الحرام، فيها أبو حنيفة وسفيان الثوري، ثم قال عليه السلام:

هَؤُلَاءِ الصَّادُّونَ عَنْ دِينِ الله بِلَا هُدًى مِنَ الله وَلَا كِتَابٍ مُبِينٍ!

إِنَّ هَؤُلَاءِ الْأَخَابِثَ لَوْ جَلَسُوا فِي بُيُوتِهِمْ فَجَالَ النَّاسُ فَلَمْ يَجِدُوا أَحَداً يُخْبِرُهُمْ عَنِ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَعَنْ رَسُولِهِ (ص) حَتَّى يَأْتُونَا فَنُخْبِرَهُمْ عَنِ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَعَنْ رَسُولِهِ (ص) (الكافي ج‏1 ص393).

لقد سعى هؤلاء الخُبثاء إلى منع الناس من التوجُّه إلى الإمام ولقائه، فاستجابوا لهم.

ولقد كان وفاء النذر هو (لِقَاءُ الْإِمَامِ)، وهؤلاء يصدُّون الناس عنه عليه السلام، حاضراً كان أو غائباً.

فعند حضوره يمنعون الناس من الرجوع إليه والتعلُّم منه، وعند غيابِه يمنعون أتباعه مِن ذكره في البيت الذي طَهَّرَهُ الله لأجله! ووُلد جدُّهُ فيه! وأمرَ الله تعالى الناس بالطواف إليه! ومبايعته عليه السلام فيه!

يستوي في الصدِّ عن دين الله كلُّ مَن نَسَبَ الإمامة لغير أهلها، وزعمَ أنَّها صارَت أو تصيرُ في غير الإثني عشر المعصومين.

لقد استحقَّ هؤلاء أن يحملوا أوزارهم وأوزاراً مع أوزارهم، وانفردَ المؤمنون بِنَيلِ ثواب حج البيت، لأنَّهم أدوا ما ظهر من المناسك وما بطَن، وأطاعوا الله في أحبِّ الأشياء إليه، وامتثلوا أمره على النحو الذي شَرَطَهُ تعالى عليهم.

جعلنا الله منهم، وعجَّلَ لنا في فَرَج ولينا، وجَعَلَنا ممن يحجُّ إليه غائباً، ويَعرُضُ عليه النُّصرة في بيت الله حاضراً فيقبلها، ورزقنا الشهادة بين يديه، أو التمكين في دولته، إنه سميعٌ مجيب.

والحمد لله رب العالمين

الجمعة 8 ذو الحجة 1443 هـ، الموافق 8 7 2022 م

بقلم: الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي

  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2022/07/26  | |  القرّاء : 1827





للإنضمام إلى قناة العلم والإيمان (أنقر على الرمز الخاص) ->
| تلغرام | واتساب | يوتيوب | فيسبوك | انستغرام |


كتابة تعليق لموضوع : 180. الحَجُّ.. إلى الإمام!
الإسم * :
الدولة * :
بريدك الالكتروني * :
عنوان التعليق * :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : الموال من : العراق ، بعنوان : حجاج الإمام الحسين عليه السلام في 2022/10/21 .
كامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه - الصفحة ٢٩٨
[494] 4 - حدثني أبي رحمه الله وعلي بن الحسين، عن سعد بن
عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن رجل سأل أبا جعفر (عليه السلام) عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام) فقال: انه تعدل حجة وعمرة، وقال بيده: هكذا من الخير، يقول بجميع يديه هكذا (1).
[495] 5 - حدثني أبي رحمه الله، عن محمد بن يحيى، عن حمدان ابن سليمان النيسابوري أبي سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: زيارة قبر الحسين (عليه السلام) حجة، ومن بعد الحجة حجة وعمرة بعد حجة الاسلام (2).
[496] 6 - وباسناده عن يونس، عن الرضا (عليه السلام)، قال:
من زار قبر الحسين (عليه السلام) فقد حج واعتمر، قال: قلت: يطرح عنه حجة الاسلام، قال: لا، هي حجة الضعيف حتى يقوي ويحج إلى بيت الله الحرام، أما علمت أن البيت يطوف به كل يوم سبعون الف ملك حتى إذا أدركهم الليل صعدوا ونزل غيرهم فطافوا بالبيت حتى الصباح، وان الحسين (عليه السلام) لاكرم علي الله من البيت، وانه في وقت كل صلاة لينزل عليه سبعون الف ملك شعث غبر لا تقع عليهم النوبة إلى يوم القيامة (3).
وقد غيب بعض الكلام من الأحاديث مثل قال كذا وكذا وهذا تعبير مهم لم يذكره لسبب الله العالم
في اعتقادي أن الحج ذكر في القرآن الكريم والحديث الشريف وهو من أركان الإسلام الخمسة لاكن نجد في أية من استطاع عليه سبيل فإن قنا هو ركن ومات المسلم كان ذكر أو أنثى فلم يحج فل يحاسب يوم القيامه على ذالك أن كان نعم فكيف الإمام الحسين عليه السلام لم يحج في عام الأخير عندما توجه إلى العراق قبل مواسم الحج وان جدة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم حج حجة الوداع لماذا لم يبقى ويحج حجة الوداع أيضا فال يتسائل القارء ما أعني بكلامي هذا هل أنتقص من الإمام الحسين عليه السلام لا والف لا لاكن أريد أن أصل إلى نقطه مهمه وهي أن الإمام الحسين عليه السلام لم يحج لأن يعلم ان الله سيجعل قبره الشريف تهوي لهو القلوب وقد فضل زيارة قبره الشريف على بيت وان نرجع إلى قبل النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم لم يكن قبله وقد ذكره بالأحاديث الشريفه أن سميه بمكة المشرفه بعد ولاد فاطمه بنت أسد علي بن أبي طالب عليه السلام فسمي بهذا الاسم فبعد هذا نزلت الآيات بهذا النحو لذالك أصبحت مشرفه وقبلت المسلمين لذالك لم يجعل حجه البيت واجب مطلق بل جعله واجب مستحب أي من استطاع إليه سبيلا أما بخصوص قبل الشريف فنجد الروايات تحث على الزيارة وقد اسردت فضل وعمال واجر وثوابت زيارة قبر الشريف بحجة وعمرة وفي روايات كل خطوة حجة وعمرة وقد وجبو أهل البيت عليهم السلام زيارة القبر الإمام الحسين عليه السلام واجب على كل مؤمن ومؤمنة فقد كان الايمة عليهم السلام يحثون على زيارة قبر الأمام الحسين عليه السلام ويقولون أن الدعاء تحت قبة الإمام مستجاب وتوجه لغران الذنوب مستجاب حتى يكاد يحثون المؤمنين صباح ومساء على الزياره وخاصة في يوم الأربعين التي تعتبر من أهم العمال المومنين كافه فإن المسلم دمه أفضل من الدنيا كلها فكيف سيد شباب أهل الجنة فنا اقول ان الحج الحقيقي هو قبر الشريف لأن لم يعبد بيه الشيطان ولم يكن حامل أصنام من قبل وقد شرفه تربة أكربلاء
كما أتى في روايه حدثني أبو العباس الكوفي عن محمد بن الحسين بن الخطاب عن أبي سعيد العصفري عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (خلق الله تبارك وتعالى ارض كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام وقدسها وبارك عليها، فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدمة مباركة ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنة وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أوليائه في الجنة) فتعلم أن أرض كربلاء أفضليته بجسد الطاهر وروي في كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: محمد بن العباس عن الحسين بن علي بن زكريا البصري عن الهيثم بن عبد الله الرماني عن الرضا عن أبيه عن جده جعفر عليهم السلام قال: دخل على أبي بعض من يفسر القرآن فقال له: أنت فلان؟ وسماه باسمه، قال: نعم. قال: أنت الذي تفسر القرآن؟ قال: نعم، قال: فكيف تفسر هذه الآية: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين) قال: هذه بين مكة ومنى، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: أيكون في هذا الموضع خوف وقطيع؟ قال: نعم، قال: فموضع يقول الله: أمن، يكون فيه خوف وقطع؟
قال: فما هو؟ قال: ذاك نحن أهل البيت، قد سماكم الله ناسا، وسمانا قرى قال: جعلت فداك أوجدني هذا في كتاب الله أن القرى رجال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أليس الله تعالى يقول: (واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها (8)) فللجدران والحيطان السؤال أم للناس؟ وقال تعالى: (وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا (1)) فمن المعذب الرجال أم الجدران والحيطان؟
وفي الكافي: العدة عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال:
دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر عليه السلام فقال: يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة؟
فقال: هكذا يزعمون، فقال أبو جعفر عليه السلام: بلغني أنك تفسر القرآن، قال له قتادة: نعم، فقال له أبو جعفر عليه السلام: بعلم تفسره أم بجهل؟ قال: لا، بعلم، فقال له أبو جعفر عليه السلام: فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت، وأنا أسألك، قال قتادة:
سل، قال: أخبرني عن قول الله عز وجل في سبأ: (وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين) فقال قتادة: ذلك من خرج من بيته، بزاد وراحلة و كراء حلال يزيد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى أهله، فقال أبو جعفر عليه السلام:
نشدتك الله يا قتادة هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه؟ (1) قال قتادة: اللهم نعم، فقال أبو جعفر عليه السلام: ويحك يا قتادة إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت، وإن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت، ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يروم (1) هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه، كما قال الله عز وجل: (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم (2)) ولم يعن البيت فيقول: (إليه) (3) فنحن والله دعوة إبراهيم عليه السلام التي من هوانا قلبه قبلت حجته، وإلا فلا، يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة قال قتادة: لاجرم والله ولا فسرتها إلا هكذا، فقال أبو جعفر عليه السلام: ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به فندرك أن الأمر متعلق بالتشريف المكان واطهيره فلا يمنع من أن نقول أن الحج إلى بيت الله الحرام ليس مكه لأن بالأول كانت القبلة بيت المقدس وبعد تشريف مكه انتقلت القبلة إلى مكه بسبب تشرفها بولادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فهي قبله المسلمين وكان الحج اليها وبعد ذالك أصبحت كربلاء هيه كعبة المؤمنين بعد تشرفها بجسده الشريف وهو أفضل من مكه وأرضها وجبالها فأصبحت بيت الله في الدنيا والاخره فهنا أخي القارء لا تتوقف عن البحث والتفكر في أن الله يفضل إلمام على بيته لأن فضل قتل المؤمن على بيته فكيف وهو غير مطهر من الرجس فكيف من طهر من الرجس تطهيرا ولا تقول ان الحج أفضل من زيارة فقد ساوى صلاة ركعتين قبل طلوع النهار بحجة وعمرة ولا تقول هذا بيت الله أفضل من المخلوق فقد فضل الأمؤمن على بيته فكيف فيمن خلق الدنيا والبيت لأجله لمحمد وال محمد عليهم الصلاة والسلام فكن مع سفينتهم سفينة النجاة هذا والسلام وصلاة على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين والعن أعدائهم على أعدائهم من الأولين والآخرين لعن يستغيث منها أهل النار يا شديد القوة



تصميم، برمجة وإستضافة :
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net