الصفحة الرئيسية

الكتب والمؤلفات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الكتب والمؤلفات PDF (9)
  • عرفان آل محمد (ع) (17)
  • الإلحاد في مهب الريح (12)
  • قبسات الهدى (14)
  • الثالوث والكتب السماوية (6)
  • الثالوث صليب العقل (8)
  • أنوار الإمامة (6)
  • الوديعة المقهورة (6)

المقالات والأبحاث :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التوحيد والعدل (13)
  • سيد الأنبياء محمد ص (13)
  • الإمامة والأئمة (28)
  • الإمام عين الحياة (16)
  • أمير المؤمنين عليه السلام (24)
  • السيدة الزهراء عليها السلام (48)
  • سيد الشهداء عليه السلام (47)
  • الإمام المنتظر عليه السلام (9)
  • لماذا صرتُ شيعياً؟ (7)
  • العلم والعلماء (15)
  • الأسرة والمرأة (8)
  • مقالات اجتماعية (19)
  • مقالات عامة ومتنوعة (58)
  • الموت والقيامة (24)

إتصل بنا

أرشيف المواضيع

البحث :




جديد الموقع :


 شَهيدُ الهُدى.. الحُسَينُ بنُ عَليّ (عليه السلام)
 287. الإمام الجواد.. والشيعة في زمن الغيبة!
 286. هَل يُغلَبُ رُسُلُ الله وحِزبُه؟!
 285. هل أراد الله بنا (شرَّاً) فحَجَبَ عنَّا (النَّصر)؟!
 284. لن يُمحَقَ دينُ محمد (ص)!
 283. ما حُكمُ (الجِهَادِ) في أيامنا؟!
 282. الجواد.. إمامٌ يعلمُ ما في النفوس!
 281. ما من خالقٍ.. إلا الله!
 280. هل بينك وبين الله قرابة؟!
 279. المَهديُّ إمامٌ.. تبكيه العيون!

مواضيع متنوعة :


 64. يومَ بُعِثَ محمدٌ.. وعليّ!!
 الفصل الثالث: موقفها يوم الدار
 281. ما من خالقٍ.. إلا الله!
 35. ما للمرأة المسكينة في حملها وولادتها وإرضاعها؟
 الفصل الخامس: قبساتٌ متنوّعة
 284. لن يُمحَقَ دينُ محمد (ص)!
 277. المَرَض.. سِرٌّ من سِرِّ الله!
 203. عليٌّ وعيسى.. وحيرَةُ الألباب!
 مقال5: شريعتي وانتحار الرسول الخاتم!
 مقال6: (الإلحاد الجديد) في مدرسة الصادق عليه السلام

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2
  • الأقسام الفرعية : 22
  • عدد المواضيع : 356
  • التصفحات : 694877
  • التاريخ :



















  • القسم الرئيسي : المقالات والأبحاث .
        • القسم الفرعي : الإمامة والأئمة .
              • الموضوع : 278. عليُّ الرِّضا.. نَجمٌ مِن نَجمة! وغَوثٌ للأمَّة! .

278. عليُّ الرِّضا.. نَجمٌ مِن نَجمة! وغَوثٌ للأمَّة!

بسم الله الرحمن الرحيم

كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا دُفِنَ فِي أَرْضِكُمْ بَضْعَتِي؟!

وَاسْتُحْفِظْتُمْ وَدِيعَتِي؟!

وَغُيِّبَ فِي ثَرَاكُمْ نَجْمِي؟!

نَقَلَ هذه الكلمات رَجُلٌ مِن خراسان.. سَمِعَها من النبيِّ صلى الله عليه وآله في عالَم الرُّؤيا.. فذكرها للإمام الرضا عليه السلام وهو حَيٌّ يُرزق..

أقَرَّه الإمام على رؤياه.. وأخبره أنَّ الرؤيا الصادقة: جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءاً مِنَ النُّبُوَّةِ!

وبَيَّنَ له أنَّه قد رأى النبيَّ صلى الله عليه وآله حقَّاً..

وقال له: أَنَا المَدْفُونُ فِي أَرْضِكُمْ! وَأَنَا بَضْعَةٌ مِنْ نَبِيِّكُمْ! وَأَنَا الوَدِيعَةُ وَالنَّجْمُ! (الفقيه ج2 ص585).

ما لَبِثَ الإمامُ أن قُتِلَ بالسُّمِّ ظلماً في خراسان كما أخبرَ أميرُ المؤمنين عليه السلام، ودُفِنَ فيها غريباً كما أخبر الباقر عليه السلام..

هو الوديعة المُستحفَظَةُ من النبيِّ صلى الله عليه وآله في تلك البقاع..

دُفِنَ فيها غريباً.. بعيداً عن أهله وأحبائه.. ولم يكن أهلُ تلك البلاد في ذلك اليوم من شيعة الإمام.. وإن كان بينهم شيعةٌ ومُحِبُّون..

وبعد أن دُفِنَ الإمام هناك.. وصارَت روضته المباركة مختَلَفَ الملائكة كما أخبر هو عليه السلام! ومع مرور الليالي والأيام.. صارت السِّمَةُ الغالبة على أهل تلك البلاد هي حُبُّ الإمام.. وآل الإمام..

لقد صار أهلُ تلك البلاد من أكثر الناس اهتماماً بضريحه ومرقده المبارك وزوّاره، وكلّ ما ينتسب إليه..

لقد كان الإمامُ نَجماً غُيِّبَ في ثَراهُم!

فَعَمَّت آثاره تلك الرُّبُوع..

هو نجمٌ في سماء الهداية، فالإمام هو: النَّجْمُ الهَادِي فِي غَيَاهِبِ الدُّجَى!

والإمام.. بِحَيْثُ النَّجْم مِنْ يَدِ المُتَنَاوِلِينَ، وَوَصْفِ الوَاصِفِينَ!

والأئمة كُلُّهم: كَنُجُومِ السَّمَاءِ! كُلَّمَا غَابَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ!

هذا ما تكشفه أحاديثهم عليهم السلام..

أمَّا الرِّضا عليه السلام فإنَّه:

نَجمٌ.. مِن نَجمة!

فلقد كانت أمُّه تُدعى (نَجمة)! وهو أحد أسمائها..

أمّا (الطاهرة)، فهو اسمٌ آخر نَحَلَها إياه الإمام الكاظم عليه السلام عندما وَلَدَت له الرِّضا عليه السلام! فزادَها ذلك شرفاً فوق شرفها.

هي التي تُحَدِّثُ عن حملها به عليه السلام.. وتُخبِرُ أنَّها لم تكن تشعر بثقل الحمل! وكانت تسمع في منامها تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً من بطنها!

وأنَّها لمّا وَضَعَته: وَقَعَ عَلَى الأَرْضِ وَاضِعاً يَدَيْهِ عَلَى الأَرْضِ، رَافِعاً رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ!

حينها قال لها الكاظم عليه السلام: هَنِيئاً لَكِ يَا نَجْمَةُ كَرَامَة رَبِّكِ! (عيون أخبار الرضا ص20).

هنيئاً لها بهذا الإمام العظيم.. وبالكرامة من الله تعالى..

وهنيئاً لنا ولكلِّ الأمة به!

فهو غَوثُ الأمّة وغياثها!

لقد وصفه جَدُّه الصادق عليه السلام بذلك! مُبَشِّراً به قبل ولادته! مُحَدِّثاً عن الكاظم عليه السلام أنَّه:

يُخْرِجُ الله عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ غَوْثَ هَذِهِ الأُمَّةِ وَغِيَاثَهَا! وَعَلَمَهَا وَنُورَهَا، وَفَضْلَهَا وَحِكْمَتَهَا!

فكان الرضا عليه السلام.. الذي رضي به المؤالف والمخالف..

هو الذي لا تنقضي قصص إعانته وإغاثته للمكروب والملهوف حَيَّاً وميِّتاً! فمَن ذا الذي يستجير به اليوم ولا يُجار؟! ويَستَرشِدُ به ولا يُرشَد؟!

أرادتُ الأمة أن تطفئ نورَها.. النور الذي أنزله الله إليها.. وأبى الله إلا أن يتمَّ نوره.. بعليّ بن موسى الرضا.. والأئمة الأطهار عليهم السلام..

هو: خَيْرُ مَوْلُودٍ وَخَيْرُ نَاشِئٍ، يَحْقُنُ الله عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الدِّمَاءَ، وَيُصْلِحُ بِهِ ذَاتَ البَيْنِ، وَيَلُمُّ بِهِ الشَّعْثَ، وَيَشْعَبُ بِهِ الصَّدْعَ، وَيَكْسُو بِهِ العَارِيَ، وَيُشْبِعُ بِهِ الجَائِعَ، وَيُؤْمِنُ بِهِ الخَائِفَ! وَيُنْزِلُ الله بِهِ القَطْرَ، وَيَرْحَمُ بِهِ العِبَادَ! (الكافي ج1 ص314).

هذه بَرَكاتٌ في عوالم التكوين.. وفي عالم الهداية والإرشاد والصلاح..

تظهرُ ثِمارُها في الأمَّة ذات الألوان المختلفة.. فيصلح أمرها بالإمام.. من حيث شعرت أو لم تشعر.. فكلَّما اهتدت بنوره وعرفت قدرَه رفع الله قَدرَها..

لقد قدم الصادق عليه السلام في حديثه عن الرضا عليه السلام (حَقنَ الدِّماء وصلاح ذات البين) على (كسوة العاري وإشباع الجائع)! مع ما لهما من عظيم الفضل عند الله..

ولقد ظَهَرَ من كلمات الإمام الرضا عليه السلام ما يصلح به حال الأمَّة في عقيدتها وفِعالِها.. ومكارم أخلاقها..

1. الإمام والعقيدة

لقد كان الإمام الرضا عليه السلام كآبائه شديداً في ذات الله، وقد حذَّرَ المؤمنين من فئاتٍ من النّاس تُضِلُّهُم عن دينهم..

ومن هؤلاء:

1. المشبِّهة..

الذين يُشَبِّهون الله تعالى بخلقه.. وقد قال عليه السلام: مَنْ شَبَّهَ الله تَعَالَى بِخَلْقِهِ فَهُوَ مُشْرِك‏ (عيون أخبار الرضا ج1 ص114).

2. المجبِّرة..

الذين يزعمون أنَّ الله تعالى يجبر العباد على المعاصي، أو يكلفهم ما لا يطيقون..

وقد نهى عليه السلام عن قبول شهادتهم! وقال عليه السلام فيمن ذهب إلى قولهم: فَلَا تَأْكُلُوا ذَبِيحَتَهُ، وَلَا تَقْبَلُوا شَهَادَتَهُ، وَلَا تُصَلُّوا وَرَاءَهُ، وَلَا تُعْطُوهُ مِنَ الزَّكَاةِ شَيْئا (عيون أخبار الرضا ج1 ص124).

3. من يفسِّرُ كتاب الله برأيه.. أو يستعمل القياس في دينه..

وقد نقل الرضا عليه السلام قول الله تعالى فيهم:

مَا آمَنَ بِي مَنْ فَسَّرَ بِرَأْيِهِ كَلَامِي.. وَمَا عَلَى دِينِي مَنِ اسْتَعْمَلَ الْقِيَاسَ فِي دَيْنِي (عيون أخبار الرضا ج1 ص116).

4. القائلون بالتناسخ..

وقد قال عليه السلام: ِ مَنْ قَالَ بِالتَّنَاسُخِ فَهُوَ كَافِرٌ بالله الْعَظِيمِ، مُكَذِّبٌ بِالجَنَّةِ وَالنَّار (عيون أخبار الرضا ج2 ص202).

5. القائلون بالتفويض..

بمعنى أنَّ الله تعالى فَوَّضَ أمر الخلق والرزق إلى الأئمة عليهم السلام، فهم الذين يخلقون ويرزقون بدلاً من الله!

فقال عليه السلام: من زَعَمَ أَنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ فَوَّضَ أَمْرَ الْخَلْقِ وَالرِّزْقِ إِلَى حُجَجِهِ (ع) فَقَدْ قَالَ بِالتَّفْوِيضِ.. وَالْقَائِلُ بِالتَّفْوِيضِ مُشْرِك‏ (عيون أخبار الرضا ج1 ص124).

6. الغلاة..

وهم الذين يصغِّرون عظمة الله.. ويدَّعون الربوبية لعباد الله.. وقد لعنهم الرضا عليه السلام وتبرأ منهم وأمر شيعته بذلك، فقال عليه السلام:

لَعَنَ الله الْغُلَاةَ.. لَا تُقَاعِدُوهُمْ، وَلَا تُصَادِقُوهُمْ، وَابْرَءُوا مِنْهُمْ بَرِئَ الله مِنْهُمْ (عيون أخبار الرضا ج2 ص202).

هذا غوثُ الأمَّة وغياثُها.. ونورُها وحكمَتُها..

يُحذِّرُ المؤمنين فيها من كلِّ عقيدة فاسدةٍ.. أو سبيلٍ منحرف..

فمَن اهتدى بقوله كان من الأمَّة المرحومة.. ومن خالفه كان من الأمَّة المنكوسة الملعونة..

وقد اقتضت الحكمة أن يُبيِّنَ العالم الحقَّ من الباطل تبعاً لإمامه الحكيم، ليحذرَ المؤمن على دينه من كلِّ منحرِفٍ مضلّ، ومنافق يقول بلسانه ما لا يفعل بجوارحه.. أجارنا الله منهم.

2. الإمام ومكارم الأخلاق

إذا كان النبيُّ صلى الله عليه وآله قد بُعِثَ ليُتَمِّمَ مكارم الأخلاق.. فإنَّ أولى الناس بمكارم الأخلاق هو عَلَمُ هذه الأمة.. عليُّ بن موسى الرضا عليه السلام..

لقد كان الإمام رحيماً بمَن حوله في حياته.. حتى لو صدرت منهم ألوان الأذى.. وعَلَّمَ شيعته ذلك!

ولئن كان ظُلمُ ذوي القُربى أشَدُّ مرارةً.. فإنَّ الإمام ما كان يجازيهم إلا بالبِرِّ والصلة والرِّفق! فكان يخاطبهم فيقول:

أَمَّا إِنِّي يَا إِخْوَتِي فَحَرِيصٌ عَلَى مَسَرَّتِكُمْ! الله يَعْلَمُ.

اللهمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ صَلَاحَهُمْ، وَأَنِّي بَارٌّ بِهِمْ، وَاصِلٌ لهُمْ، رَفِيقٌ عَلَيْهِمْ، أُعْنَى بِأُمُورِهِمْ لَيْلًا وَنَهَاراً، فَاجْزِنِي بِهِ خَيْراً!..

اللهمَّ أَصْلِحْهُمْ، وَأَصْلِحْ لهُمْ، وَاخْسَأْ عَنَّا وَعَنْهُمُ الشَّيْطَانَ، وَأَعِنْهُمْ عَلَى طَاعَتِكَ، وَوَفِّقْهُمْ لِرُشْدِك (الكافي ج1 ص319).

إذا كان الإمامُ غَوثاً وغياثاً للأمَّة.. أفلا يكون غَوثاً وعَوناً لأخوته أيضاً وإن آذوه؟! ألا يعينهم على شيطانهم ويدعو الله لهم بذلك؟!

ألا يكون أسوةً لنا في ذلك وهو نجمُ هذه الأمة وعَلَمُها وعِلمُها! ونورُها وحكمتها؟!

ألا يقبح بنا ونحن شيعة الإمام.. وهو وديعة النبيِّ المستحفظة عندنا.. وبضعته المدفونة في بلادنا.. والنَّجم المغيب في ثرانا.. أن نخالف هَديه وسُنَّتَه! فيؤذي بعضُنا بعضاً.. ويسيء بعضنا إلى أهله واخوته وأحبته؟!

كيف نسمح لشياطين الجنِّ والإنس أن تفتن بيننا وبين اخوتنا المؤمنين.. فنصدع ما شَعَبَهُ إمامنا.. ونُفَرِّق ما جَمَعَه!

إنَّ في وقوع الخلاف بين المؤمنين نصرُ عدوِّهم.. إبليس ومردته.. والإمام يدعو: وَاخْسَأْ عَنَّا وَعَنْهُمُ الشَّيْطَانَ!

ولقد نَبَّهَ الإمام الرضا عليه السلام المؤمنين إلى ضرورة كفِّ الأذى.. سيَّما عن الأرحام والأقارب، فقال عليه السلام:

أَفْضَلُ مَا تُوصَلُ بِهِ الرَّحِمُ كَفُّ الْأَذَى عَنْهَا! (تحف العقول ص445).

فإذا كانت صلةُ الرَّحم تزكِّي الأعمال، وتُنمي الأموال، وتزيد في الرزق، وتدفع البلوى، وتقي مصارع السوء، وتنسئ في الأجل، وتحسِّنُ الخلق، وتطيِّب النَّفس، وتحبِّبُ في الأهل، وتُعمِرُ الدِّيار، وتُيَسِّرُ الحساب!

إذا كان كلُّ هذا يترتَّبُ على صلة الرَّحم.. وكان أفضل ما توصلُ به الرَّحمُ هو كفُّ الأذى عنها..

سواء كان الأذى بِيَدٍ.. أو كلمةٍ.. أو لسانٍ.. أو نظرة.. أو إهمالٍ.. أو إجحاف..

فَكَم يخسَرُ قاطع الرَّحم بإيذائها؟!

ولماذا لا يكترثُ بعضُنا بالرَّحم وهي معلَّقةٌ بالعرش تقول: اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِي! وَاقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي‏! (الكافي ج2 ص151).

صلة الرَّحم هذه تشمل أرحام كلِّ امرئ.. ورِحِمَ آل محمدٍ..

فكما ينبغي أن نصل أرحامنا.. ينبغي أن نصل آل محمدٍ.. ومنهم وديعة النبيِّ المستحفظة في خُراسان.. ونجمه المغيَّبُ في ثراها..

من ثمَّ نَبَّهَ الرضا عليه السلام إلى أنَّ معونة الاخوان المؤمنين من أعظم سبل الشكر لله تعالى! فقال عليه السلام:

لَا تَشْكُرُونَ الله بِشَيْ‏ءٍ بَعْدَ الْإِيمَانِ بالله وَرَسُولِهِ، وَبَعْدَ الِاعْتِرَاف‏ بِحُقُوقِ أَوْلِيَاءِ الله مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ (ع) أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ مُعَاوَنَتِكُمْ لِإِخْوَانِكُمُ المُؤْمِنِينَ عَلَى دُنْيَاهُمُ، الَّتِي هِيَ مَعْبَرٌ لَهُمْ إِلَى جَنَّاتِ رَبِّهِمْ، فَإِنَّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ مِنْ خَاصَّةِ الله!‏ (العدد القوية ص300).

كم هي عظيمةٌ معونة المؤمنين عند الله تعالى، فهي تتلو الإيمان بالله ورسوله وأوليائه! وهي من فِعال خاصَّة الله! وأقرب الناس إليه!

ثمَّ في كلِّ كلمةٍ من كلماته الأخرى بحرٌ عظيمٌ يكشف عن خُلُقِهِ الرَّفيع..

فهو القائل: إِنَّ الله لَا يَزِيدَكَ بِحُسْنِ الْعَفْوِ إِلَّا عِزّاً (كشف الغمة ج2 ص297).

وهو القائل في تفسير قوله تعالى: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ أنَّه: عَفْوٌ بِغَيْرِ عِتَابٍ! (نزهة الناظر ص130).

وهو القائل: التَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ نِصْفُ الْعَقْلِ! (الكافي ج2 ص642).

وهو القائل: الْأَخُ الْأَكْبَرُ بِمَنْزِلَةِ الْأَبِ! (تهذيب الأحكام ج7 ص393).

وهو القائل: لَا عَيْشَ أَهْنَأُ مِنْ حُسْنِ الخُلُق‏! (الفقه المنسوب للرضا ص356).

وهو القائل: إِنَّ الله يُبْغِضُ الْقِيلَ وَالْقَالَ! (الكافي ج5 ص299).

ما ترك الإمام عليه السلام مفصلاً من مفاصل الحياة إلا أعطى فيها درساً في القول والفعل.. لا يسبقه إليه سابقٌ ولا يلحقه لاحق.. إلا من كان مثيلاً له في الإمامة.. مُطَهَّراً معصوماً..

ولكن..

لو تدبَّرَ المؤمن في هذه الأحاديث القليلة..

وامتثل أمر الله ووليه فيها.. لاستقام أمره.. وانتظمت حياته.. وهدأ باله.. وقرَّت عينه.. لأنَّه يرى ما لا يرى الناس.. ويسمع ما لا يسمعون..

يرى حياةً لا صَخَبَ فيها إن تمثَّل الخُلُق الحَسَن..

ويرى وعداً من الله تعالى بالثواب العظيم لصاحب الخلق الرفيع..

فمَن فعل ذلك حقاً.. كان من شيعة الأطهار..

وقد قال الأطهار:

شِيعَتُنَا أَهْلُ الهُدَى، وَأَهْلُ التُّقَى، وَأَهْلُ الخَيْرِ، وَأَهْلُ الْإِيمَان‏!

وقالوا في صفة المؤمن منهم أنَّه:

لَا حَقُودٌ، وَلَا حَسُودٌ.. وَلَا سَبَّابٌ وَلَا عَيَّابٌ وَلَا مُغْتَابٌ..

وَقُورٌ ذَكُورٌ صَبُورٌ شَكُورٌ..

سَهْلُ الخَلِيقَةِ، لَيِّنُ الْعَرِيكَةِ.. قَلِيلُ الْأَذَى.. لَا يَبْخَلُ وَلَا يَعْجَلُ وَلَا يَضْجَرُ وَلَا يَبْطَرُ، وَلَا يَحِيفُ فِي حُكْمِهِ، وَلَا يَجُورُ فِي عِلْمِهِ..

عَدْلٌ إِنْ غَضِبَ، رَفِيقٌ إِنْ طَلَبَ، لَا يَتَهَوَّرُ وَلَا يَتَهَتَّكُ وَلَا يَتَجَبَّر..

قَلِيلُ الْفُضُول‏..

لَا يَغْلُظُ عَلَى مَنْ دُونَهُ، وَلَا يَخُوضُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ..

نَاصِرٌ لِلدِّينِ، مُحَامٍ عَنِ المُؤْمِنِين‏..

لَا بِخَتَّالٍ وَلَا بِغَدَّارٍ، وَلَا يَقْتَفِي أَثَرا..

رَفِيقٌ بِالخَلْقِ.. عَوْنٌ لِلضَّعِيفِ، غَوْثٌ لِلْمَلْهُوفِ.

لَا يَهْتِكُ سِتْراً، وَلَا يَكْشِفُ سِرّاً.

إن رَأَى خَيْراً ذَكَرَهُ، وَإِنْ عَايَنَ شَرّاً سَتَرَهُ، يَسْتُرُ الْعَيْبَ وَيَحْفَظُ الْغَيْبَ، وَيُقِيلُ الْعَثْرَةَ وَيَغْفِرُ الزَّلَّة.

يُحْسِنُ بِالنَّاسِ الظَّنَّ، وَيَتَّهِمُ عَلَى الْعَيْبِ نَفْسَه‏.. لَا يَنْتَقِمُ لِنَفْسِهِ بِنَفْسِه‏..

عَوْنٌ لِلْقَرِيبِ، أَبٌ لِلْيَتِيم‏.. مَرْجُوٌّ لِكُلِّ كَرِيهَةٍ، مَأْمُولٌ لِكُلِّ شِدَّة..

لَا يَجْهَلُ، وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ يَحْلُمُ..

لَا يَهْجُرُ أَخَاهُ وَلَا يَغْتَابُهُ وَلَا يَمْكُرُ بِه‏..

تَرَاهُ بَعِيداً كَسَلُهُ، دَائِماً نَشَاطُه‏.. مُتَوَقِّعاً لِأَجَلِهِ..

نَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاءٍ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ، أَتْعَبَ نَفْسَهُ لآِخِرَتِهِ فَأَرَاحَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِه‏..

هكذا يكون مَن عَرَفَ عليَّ بن موسى الرِّضا.. واهتدى بهديه..

عرَّفَنا الله إياهم.. وجَمَعَنَا بهم.. وجعلنا منهم..

والحمد لله رب العالمين

الأحد 10 ذو القعدة 1445 هـ، الموافق 19 – 5 – 2024 م

قبيل ولادة الإمام الرضا عليه السلام

بقلم: الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي

  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2024/05/19  | |  القرّاء : 682



للإنضمام إلى قناة العلم والإيمان (أنقر على الرمز الخاص) ->
| تلغرام | واتساب | يوتيوب | فيسبوك | انستغرام |


كتابة تعليق لموضوع : 278. عليُّ الرِّضا.. نَجمٌ مِن نَجمة! وغَوثٌ للأمَّة!
الإسم * :
الدولة * :
بريدك الالكتروني * :
عنوان التعليق * :
نص التعليق * :
 

تصميم، برمجة وإستضافة :
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net