الباب الثاني: عرفان المتصوفة
ثلاثٌ من مُسَلَّمات المعرفة في تراث آل محمد (عليهم السلام):
- أن معرفة الله تُدرك بالعقل، والأنبياء يرشدون لهذه المعرفة.
- أن هذه المعرفة تعني معرفة وجود الله تعالى واتصافه بصفات الكمال دون أن تعني الإحاطة بحقيقة الله تعالى.
- أن الإقرار بالعجز عن المعرفة رسوخ في المعرفة.
وهذه الثلاثة هي خلاصة الأبحاث السابقة..
لكن بعض الفِرَق الصوفية ومن بعدها بعض مناهج العرفان طرحت جملة من الشبهات مقابل هذه العقيدة النقيّة تتلخص في أربع نقاط:
- إمكان الإحاطة بالذات الإلهية.
- القول بحلول الله تعالى فيهم أو اتحاده معهم.
- القول بالفناء في الله أو الاندكاك فيه.
- القول بوحدة الوجود والموجود.
وهو ما تناقشه الأبواب الأربعة التالية، إلى جانب موقف الشيعة من عقيدة المتصوفة والعرفاء هذه.
فصل1: شبهة الإحاطة بالذات الإلهية!
ذهبت جماعةٌ من المتصوفة، ومن بعدهم جماعةٌ من العرفاء إلى القول بإمكان معرفة حقيقة الله تعالى تمام المعرفة، بمعنى إمكان الإحاطة بذاته المقدسة، وذلك بالمعرفة القلبية الشهودية، وبنوا ذلك على:
المقدمة الأولى: أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان لعبادته حقّ العبادة.
المقدمة الثانية: أن عبادته التامة متوقفة على معرفته تعالى حق المعرفة.
النتيجة: أن معرفته حق المعرفة ممكنةٌ بل ومطلوبة واقعاً، وإلا لزم أن تنتفي علة الخلق، وهذا خلاف حكمة الحكيم.
وهذا يعني عندهم إمكان معرفة ذاته تعالى! مع ما يترتب على ذلك من مفاسد(1).
قال السيد حيدر الآملي (القرن الثامن) وهو صوفيّ العقيدة والمشرب:
اعلم أنّ معرفته تعالى ومعرفة حقيقته وذاته ووجوده ممكنة غير ممتنعة! وقد حصلت لكثير من الأنبياء والأولياء والعارفين من تابعيهم! لأنّه لو لم يكن كذلك، لكان إيجادهم وايجاد العالم عبثاً مهملا، لقوله تعالى:
﴿أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ﴾؟
..ومثال ذلك في الكتاب الكريم: ﴿وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ أي ليعرفون.
فلو لم تحصل معرفته على ما ينبغي، تقع هذه الأمور كلّها عبثاً ومهملاً، وهذا محال. فمحال ان لا تحصل لأحد معرفة حقيقته وذاته على ما ينبغي، أعني معرفة ذاتية، وجودية، شهودية، كما زعم أهل الله وخاصّته(2).
ومثله قال جمعٌ من العرفاء المعاصرين كالسيد محمد محسن الطهراني:
إن المقصود من خلق الإنسان هو الوصول إلى مرحلة الفعلية والكمال، وذلك يتم عبر معرفة ذات الباري تعالى بنحو انكشاف حقيقة ذاته في سرّ الإنسان وسويداء ضميره وقلبه(3).
وقال أيضاً:
ففي مدرسة أهل البيت لم يُجعل بين الإنسان وبين المعرفة حداً معيناً. حدّ المعرفة يعني ذات الباري تعالى، وهو يعني الكمال المطلق، وغاية الغايات(4)..
لكنهم غفلوا أو تغافلوا عن أنّ كمال الإنسان إنما يحصل بإقراره بالعجز عن معرفة حقيقة الذات المقدّسة للخالق عزّ وجل(5)، كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في معرض حديثه عن الراسخين في العلم. قال (عليه السلام): فَمَدَحَ الله تَعَالَى اعْتِرَافَهُمْ بِالْعَجْزِ عَنْ تَنَاوُلِ مَا لَمْ يُحِيطُوا بِهِ عِلْماً، وَسَمَّى تَرْكَهُمُ التَّعَمُّقَ فِيمَا لَمْ يُكَلِّفْهُمُ الْبَحْثَ عَنْ كُنْهِهِ رُسُوخاً، فَاقْتَصِرْ عَلَى ذَلِكَ، وَلَا تُقَدِّرْ عَظَمَةَ الله سُبْحَانَهُ عَلَى قَدْرِ عَقْلِكَ فَتَكُونَ مِنَ الْهَالِكِين(6)..
فإن المقدمة الثانية التي استدلوا بها معكوسة تماماً، إذ عبادته التامة متوقفة على (التسليم بعدم إمكان إدراك كنهه)، لأنه أجلّ وأعلى من أن يطلع أحد على كنهه. فمن ظن أنه عرف كنهه فقد عرف غيره! ومع بطلان المقدمة تبطل النتيجة.
وبعبارة أخرى: فإن (حق المعرفة) و(تمام المعرفة) التي تبتني عليها المقدمة ليست إحاطة المخلوق بالخالق لكونها مستحيلة، إنما الإقرار بالعجز عن الإحاطة، وبهذا صحّ أن تكون النتيجة بعد ترتيب المقدّمتين: إن عبادة الله حقّ عبادته متوقفة على الإقرار بالعجز عن الإحاطة بذاته المقدّسة.
ومن سَلَّمَ منهم بهذا الجواب وأذعن، سلك طريقاً آخر أكثر وعورة.. حينما زعم أن هذه المعرفة إنما تحصل بحلول الله تعالى في هذا العبد أو اتحاده به! أو بحصول الفناء والاندكاك للعارف في الذات الإلهية المقدسة، فيصير الواحد منهم ذات الله!! ولا يعود بشراً!!
وحينها يكون العارف بالله هو الله نفسه!
يقول السيد محسن الطهراني عن والده السيد محمد حسين الطهراني:
وكما قال المرحوم الوالد قدّس الله سرّه، فإن السالك بوصوله إلى مرتبة الفناء الذاتي سوف يدخل في ذاك الحريم الذي يوجد فيه العلم الأزلي والكلّي للحق تعالى المتحقّق في نفس تلك المرتبة، (سوف يحيط إحاطة كلية وبسيطة بذاك العلم الأزلي والكلي للحق تعالى المتحقّق في نفس تلك المرتبة). إذن فسوف يصير عالماً بما يعلم به ذات الباري، لأنه لم يعد سالكاً بل صار الموجود في الخارج عبارة عن هوية واحدة وهي ذات الحق تعالى(7)..
لم يعد السالك بزعمهم سالكاً! لقد انتهى وجوده ولم يبق في الخارج سوى ذات الحق تعالى، والله عالم بنفسه بلا شك، فيكون العارف عالماً بالله تعالى!!
ويقول السيد محسن الطهراني مؤكداً إمكان الوصول للذات الإلهية من خلال الفناء:
فإنّ معرفة ذات الله هي نهاية جميع مراتب الكمال والفعليّات الإنسانيّة... قد وصل إلى أعلى النقاط الرفيعة للمعرفة، والتي تتحقّق من خلال فناء ذات السالك في ذات حضرة الحقّ(8).
ولهم كلمات كثيرة في معرفة الذات منها:
حيث نالوا معرفة ذات الله(9)..
وذلك يتم عبر معرفة ذات الباري تعالى(10)..
ومعرفة ذات الحقّ في حال الفناء ممكنة للمخلَصين والمقرّبين من عباد الله، وهذا لا كلام لنا فيه وهو صحيح تماما(11).
وغير ذلك من الموارد..
شبهةٌ في مقابل البديهة
ويصدق على مثل هذه الدعاوى أنها شبهةٌ في مقابل البديهة، وأنها لا تصل لمستوى الوهم حتى، إذ ما يقابلها هو القطع واليقين بخلافها.
وإذا ما أنكر شخصٌ أمراً بديهياً، أو قال بما هو قطعيُّ البطلان، لا يُلتَفَتُ إلى ما يدّعيه، بل ولا يُنظر في أدلته في مقام الحكم عليه، ويحكم ببطلان ما يقوله فوراً وبلا تأمل.
نظير ذلك من ينكر وجود الشمس وهي أمام ناظريه، فلا يُسأَل عن دليله، بل يقال له: أنت واهم.
نعم في مقام البحث العلميّ قد يتعرّض الإنسان لأوهى الأقوال وأضعفها وإلى أدلتها ويُفَنِّدُها واحداً بعد واحد لإتمام الحجة. وهو ما سيأتي إن شاء الله تعالى في الفصل الثالث (الفناء في الله).
ولا شك أن مجرّد الاطلاع على مثل هذه الأقوال كافٍ للحكم ببطلانها عند من يتمتع بسلامة الفطرة ونقائها، وبُعدها عما يلوّثها من حبّ الأشخاص أو التأثر بأصحاب البدع والانحرافات والضلال وغير ذلك من موجبات الخروج عن الصراط المستقيم.
إقرارهم بعدم إحاطة العقل بالله
لما لم يجد جمعٌ من المتصوّفة بُدَّاً من الإقرار بالعجز عن اكتناه الذات الإلهية بالعقل، أقرّوا بذلك، ومن هؤلاء إمامهم الأكبر ابن عربي حين قال:
فالعلم بالله عزيزٌ عن إدراك العقل والنفس إلا من حيث إنه موجودٌ تعالى وتقدس، وكل ما يتلفظ به في حق المخلوقات أو يتوهم في المركبات وغيرها فالله سبحانه في نظر العقل السليم من حيث فكره وعصمته بخلاف ذلك لا يجوز عليه ذلك التوهم ولا يجري عليه ذلك اللفظ عقلاً من الوجه الذي تقبله المخلوقات فإن أطلق عليه فعلى وجه التقريب على الأفهام(12).
ويقول في كتابٍ آخر:
وأما العلم بحقيقة الذات فممنوع لا يعلم بدليل شرعي، ولا برهان عقلي ولا يؤخذ بأخذ، فإنه سبحانه لا يشبه شيئاً ولا يشبهه شيء فكيف يعرف؟ فمعرفتك به إنما هو: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾(13).
فتح باب الكشف
لكنه لا يريد بعبارته المتقدمة المنع من العلم بحقيقة الذات المقدّسة مطلقاً، إنما المنع منها بحسب الأدلة العقلية والنقلية فقط، أما ما سوى ذلك فتبينه كلماته الأخرى، إذ تعود الشبهة من طريق آخر، وهي أن الله سبحانه وتعالى (يهب) العقل معرفته لا عبر التفكّر، فيقول ابن عربي:
ولا مناسبة بين الله وبين خلقه فاذن لا يصح العلم به من جهة الفكر، ولهذا منعت العلماء من الفكر في ذات الله تعالى، وأما القوة العقلية فلا يصح أن يدركه العقل فإن العقل لا يقبل إلا ما علمه بديهة أو ما أعطاه الفكر، وقد بطل إدراك الفكر له فقد بطل إدراك العقل له من طريق الفكر، ولكن مما هو عقل إنما حده أن يعقل ويضبط ما حصل عنده، فقد يهبه الحق المعرفة به فيعقلها لأنه عقل لا من طريق الفكر، هذا ما لا نمنعه فإن هذه المعرفة التي يهبها الحق تعالى لمن شاء من عباده لا يستقل العقل بإدراكها ولكن يقبلها فلا يقوم عليها دليل ولا برهان لأنها وراء طور مدارك العقل... ولهذا الكلام مرتبتان فافهم فمن طلب الله بعقله من طريق فكره ونظره فهو تائه وإنما حسبه التهيؤ لقبول ما يهبه الله من ذلك فافهم(14).
فبعد أن سلّم بأن التفكر في ذات الله ممنوعٌ لأنه تفكّر فيما لا يمكن إدراكه، حاول الالتفاف على ذلك بالقول أنّ هذه المعرفة وإن لم تكن ممكنة بالتفكر فإنها ممكنة عبر طريق آخر وهو(هبة) من الله تعالى للعقل دون تفكر! مع إقراره بأن ذلك مما لم يقم عليه دليل ولا برهان!!
وقال في محلٍّ آخر مؤكداً هذا المعنى:
فاذا كان الامر على ما ذكرناه فلم يبق الا التهيؤ لما يكون منه من حيث الوهب الالهي فان القوى لا تعطى الا ما فيها، وجميع ما فيها تابع لها في الخلق فمحال ان تعلم موجدها علمه بنفسه، فاذا هيأت المحل للتجلي الالهي فهو اكمل ما يحصل من العلم وهو علم عقول الملائكة والانبياء والخواص من عباد الله من المجردين والهياكل النورانية فلا تتعب خاطرك فى التفكر في العلم بالله(15).
وحقيقة هذه الهبة التي ذكرها ابن عربي قرّرها السيد الآملي بطريق آخر، أي بأنها المعرفة عن طريق الكشف والذوق، قال السيد الآملي:
إنّ منع معرفته ومعرفة ذاته ووجوده كان من طريق العقل وقاعدة العقلاء. فان العقل، بطريق النظر الفكري، لا يصل اليه قط، ولا وصل اصلاً. والا، من طريق الكشف والذوق، فلا (منع)...
وقد أشار الشيخ (ابن العربي) في «الفص الآدمي» بقوله:
«وهذا لا يعرفه عقل بطريق نظر فكري، بل هذا الفن من الإدراك لا يكون الا عن كشف الهي، منه يعرف ما أصل صور العالم القابلة لارواحه.»(16).
وعبّر عنها ثالث أنها معرفة لله عن طريق القلب، فاعترف الطهراني أولاً بالعجز عن المعرفة بالعقل:
ليس بمقدور الإنسان معرفة الله بوساطة الفكر والتفكير ولا حتى بطريق الإدراك، ذلك أن الفكر والتفكير محدودان بينما الله سبحانه لا حدّ له. فكلّما حاول الإنسان جهده الإحاطة بالله بالتفكّر والقدرة العقليّة كان ذلك له محالا(17)..
ثم زعم إمكان المعرفة بالقلب! قال:
لذا، فإنّ الأخبار الدالّة على أن الإنسان عاجز عن معرفة الله تستند كلّها بالأساس إلى هذا المعنى. وأمّا الأخبار القائلة بإمكانيّة تشّرف الإنسان بلقاء ربّه وحصوله على معرفة تامّة به، فهي لا تستدلّ بإمكانيّة هذا الوصول وذلك اللقاء عن طريق الفكر والتفكير، بل عن طريق الوجدان والإحساس في القلب(18).
وبهذا يشترك الصوفي السنيّ والصوفي الشيعيّ (إن صحّت تسميته بذلك) والعارف الشيعيّ في شبهة تجعلهم جميعاً في مهبّ الريح..
وقد تقدّم الجواب على هذه الشبهة في الفصل الثالث من الباب الأول،
حيث دلّت الأدلة الأربعة على عدم إمكان اكتناه الذات الإلهية سواء من طريق العقل أو القلب أو الوهم أو الخيال.. لأن القلب كالعقل من مخلوقات الله تعالى، وهي محدودة لا يمكن أن تحيط بخالقها الذي ليس لصفته حدّ محدود.
وقد تقدّمت الروايات الكثيرة في هذا المعنى لمن خفي عليه حكم العقل(19)..
وإنّ القوم لم تخفَ عليهم هذه الأحاديث ولم يتمكنوا من إنكار استحالة ما يقولونه بحكم العقل، فأسقطوا حكم العقل رأساً إن دلّهم ما يزعمون أنه (كشف) على خلاف حكم العقل، بل إنهم يعملون بكشفهم ولو حكم العقل (باستحالته)!
وهو أمرٌ لا يقول به أحدٌ من العقلاء ولا من أهل الشرائع، فإن إقرار العقل بالعجز عن معرفة بعض الأمور يختلف تماماً عن الاعتقاد بصحة ما يحكم العقل باستحالته! ففي هذا بطلان الشرائع والحجج الإلهية بأكملها!
يقول ابن عربي في فصوصه عن الرسل أنهم:
أثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا يستقل العقل بإدراكه، وما يُحِيلُه العقل رأساً ويُقِرُّ به في التجلي!(20)..
وتابعه على ذلك السيد الآملي بقوله:
وهذا أمر كشفي ذوقي، ينبو عنه الفهم ويأباه العقل(21).
فإذا تأمّلت كلامهما وجدته في قمّة الغرابة والتعجّب عند ذوي العقول، فاحفظه أيها القارئ الفَطِن فإنه يفيدك في أغلب الموارد لتعرف كيف ينطلق هؤلاء في مسلكهم وما الذي يلتزمون به.
إنّهم يقبلون ما حكم العقل باستحالته رأساً وأباه! وعليه فلو أقمت لهم الآف الأدلة العقلية والنقلية على استحالة الاندكاك والفناء وصيرورة الاثنين واحداً وعلى استحالة الإحاطة بالذات الإلهية، ثم أقروا لك بصحة كل ما أتيت به، لهم أن يخالفوا ذلك الإقرار بمجرد أن يزعموا حصول كشفٍ على خلاف تلك الأدلة كلّها!
فأي شريعة تبقى بعد ذلك؟! وأي حجية للعقل يلتزمون بها وهو حجة الله الباطنة؟! وأي معنى لكلام الرسل الواضح الصريح بعد ذلك؟!
يتحصل من ذلك أن نقول:
إنها عبادة الهوى في صورة الكشف! نعوذ بالله من سوء العاقبة.
أدلة الإحاطة بالذات المقدّسة وردّها
رغم إسقاط حكم العقل مقابل الكشف، فإن لأصحاب الكشف والذوق محاولات في ليّ عنق الأدلة لتناسبهم..
فإنهم بعدما ووجهوا بقيام الأدلة العقلية والنقلية على أن الخلق لا يحيطون بالله علماً، وأنهم ما قدروه حق قدره، وأنه أعلى وأجل من أن يطلع أحد على كنه معرفته، وبعد أن لم يكن لديهم مجال لإنكار هذه الأدلة سلّموا بها، وعمدوا للتخلص منها إلى محاولة أخرى حيث زعموا أن هذه الآيات والروايات ناظرة إلى أنه سبحانه وتعالى لا يمكن أن يعرف بشيء من خلقه، وأن هذا هو أقصى ما تدل عليه الأدلة المذكور، وأنه تعالى يمكن أن يعرف بنفسه!
واستدلوا لذلك بجملة من الأحاديث منها: (اعرفوا الله بالله) و(يا من دل على ذاته بذاته) وأمثال ذلك من الأحاديث الشريفة.
ثم زعموا أن هذه المعرفة هي معرفة الفناء في ذات الله، حيث أن معرفته مع بقاء شيء من نفس الإنسان مستحيلة، لكن الإنسان إذا أفنى نفسه وأعدمها وصار ذات الله عرف الله بالله حينها! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
يقول السيد محمد حسين الطهراني:
يستحيل للبشر أن يحيط بجميع صفات الواحد الأحد وذاته المقدّسة ما دامت فيه شائبة من الأنانيّة.. وعلى هذا، فإنّ الإحاطة بذاته وعدّ صفاته وإحصاءها من المحال..
انّ الله غير متناه وسرمديّ بالنسبة لوجود العالم، ولذلك فهو وحده بإمكانه أن يعرف ذاته وصفاته العليا وأسماءه الحسنى. وكذا عبد الله فإنّه مثل النبيّ إذا وصل مقام الفناء في الله، ولم يبق فيه أثر من بقايا الوجود سواء في عالم الحسّ أم في عالم المثال والملكوت الأسفل وسواء في عالم العقل والملكوت الأعلى، فإنّه هناك لن يكون له وجود متعيّن أو كيان محدود وذلك حتى يكون عالماً ومدركاً فيعرف الله ويمجّد صفاته ويحمده، فهناك يوجد الله وحده لا غير، ومحال وجود شيء غيره. وعلى هذا، فلا أحد يعرف الله غير الله(22).
هي معرفة الفناء في الله، يصير بها العارف ذات الله فيصير عارفاً بالله من جهة كون الله هو العارف بنفسه!
ورغم وضوح بطلان هذه الدعوى لمخالفتها للعقل وللأصول الاعتقادية كما تقدّم، إلا أنا سنتعرض لبعض أدلتها الواهية مع الجواب عليها..
ولا يخفى على شيعة العترة الطاهرة أن في كلام المعصومين (عليهم السلام) محكمٌ ومتشابهٌ كالكتاب العزيز.. فعن إمامنا الرضا (عليه السلام): إِنَّ فِي أَخْبَارِنَا مُتَشَابِهاً كَمُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ، وَمُحْكَماً كَمُحْكَمِ الْقُرْآنِ، فَرُدُّوا مُتَشَابهَهَا إِلَى مُحْكَمِهَا، وَلَا تَتَّبِعُوا مُتَشَابهَهَا دُونَ مُحْكَمِهَا فَتَضِلُّوا(23).
فليس كلُّ خبرٍ يصح الاعتماد عليه إن كان مخالفاً لما تواتر عنهم وثبت بالأدلة القاطعة.
ولا كلُّ فهمٍ سقيمٍ للخبر يصحُّ الأخذ به مع إمكان حمله على الثابت القطعي المتواتر.
وإنما أُخِذَ القوم من قياسهم الله عزّ وجل على أنفسهم ووصفهم لله بما في صفات الخلق، كما عن إمامنا الرضا (عليه السلام): .. وَإِنَّمَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي هَذَا الْبَابِ حَتَّى تَاهُوا وَتَحَيَّرُوا وَطَلَبُوا الْخَلَاصَ مِنَ الظُّلْمَةِ بِالظُّلْمَةِ فِي وَصْفِهِمُ الله بِصِفَةِ أَنْفُسِهِمْ فَازْدَادُوا مِنَ الحقِّ بُعْداً، وَلَوْ وَصَفُوا الله عَزَّ وَجَلَّ بِصِفَاتِهِ وَوَصَفُوا المخْلُوقِينَ بِصِفَاتِهِمْ لَقَالُوا بِالْفَهْمِ وَالْيَقِينِ وَلَمَا اخْتَلَفُوا، فَلَمَّا طَلَبُوا مِنْ ذَلِكَ مَا تَحَيَّرُوا فِيهِ ارْتَبَكُوا، والله يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيم(24).
ومن الأحاديث التي استدلوا بها:
1. اعرفوا الله بالله
مما استدل به القائلون بإمكان الإحاطة بالله تعالى قول أمير المؤمنين (عليه السلام): اعْرِفُوا الله بالله وَالرَّسُولَ بِالرِّسَالَةِ وَأُولِي الْأَمْرِ بِالْأَمْرِ بِالمعْرُوفِ وَالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان(25).
بتقريب أنهم بعد الفناء في الله فإنّ الله هو الذي يعرف نفسه!
ولأكابر علماء المذهب في تفسير هذا الحديث وجوهٌ متعددة يرجع بعض منها إلى البعض الآخر، وفيما يلي بعض الوجوه التي ذكرت في معنى الحديث:
1. ما ذكره الشيخ الكليني رحمه الله حيث قال:
ومعنى قوله (عليه السلام) اعرفوا الله بالله يعني أن الله خلق الأشخاص والأنوار والجواهر والأعيان، فالأعيان الأبدان، والجواهر الأرواح، وهو جل وعز لا يشبه جسما ولا روحا وليس لأحد في خلق الروح الحساس الدراك أمر ولا سبب هو المتفرد بخلق الأرواح والأجسام فإذا نفى عنه الشبهين شبه الأبدان وشبه الأرواح فقد عرف الله بالله وإذا شبهه بالروح أو البدن أو النور فلم يعرف الله بالله(26).
ومرجع هذا التفسير إلى كون الخالق غير شبيه بالمخلوق، فإن نزّهت المخلوق عن مشابهة الخالق وأدركت أن المخلوق هو المتفرّد في الخلق فقد عرفته بنفسه، بغير شبيه له. وهو وجه لا بأس به في نفسه.
وقريبٌ منه ما ذكره المولى صالح المازندراني، قال:
(فقد عرف الله بالله) أي بما يليق به وهو أنه هو الله المبدأ المسلوب عنه صفات الخلق ومشابهتهم كما قال: ليس كمثله شيء(27).
2. ما ذكره الشيخ الصدوق رحمه الله، قال:
القول الصواب في هذا الباب هو أن يقال عرفنا الله بالله لأنا إن عرفناه بعقولنا فهو عز وجل واهبها، وإن عرفناه عز وجل بأنبيائه ورسله وحججه (عليه السلام) فهو عز وجل باعثهم ومرسلهم ومتخذهم حججا، وإن عرفناه بأنفسنا فهو عز وجل محدثها فبه عرفناه(28).
وهو معنى تامّ في نفسه، وعليه تكون معرفة الله بآثاره الدالة عليه، نوعاً من معرفة الله بالله، وبعبارة أخرى: أنّا قد عرفناه بما عرّفنا به نفسه من آثار خلقه.
وقريب منه ما ذكره ابن شهر آشوب، قال:
وقال (عليه السلام) (اعرفوا الله بالله) أي بنصب أدلة على نفسه(29).
وما ذكره الشيخ أحمد بن زين العابدين العلوي العاملي:
قال (عليه السلام): اعرفوا الله بالله. أقول: يعني بما دلكم به على نفسه من الآيات العجيبة(30).
وتشير إلى هذا المعنى نصوصٌ كثيرة منها قوله (عليه السلام): بِكَ عَرَفْتُكَ وَأَنْتَ دَلَلْتَنِي عَلَيْكَ وَدَعَوْتَنِي إِلَيْكَ وَلَوْ لَا أَنْتَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْت(31)..
3. ما ذكره الاسترآبادي، قال: أقول:
يعني اعرفوا الله بالعنوان الذي ألقاه في قلوبكم بطريق الضرورة، أي بغير اكتساب واختيار منكم كما مر وسيجيء، وهو أنه شيء -أي موجود- ليس له مثل ولا نظير، خالق كل شيء (32).
وكأنّه يريد الإشارة به إلى المعرفة الفطرية الجبليّة التي لا تنفك عن الإنسان وإن أنكرها المنكر، فمعرفة الله تعالى قد زرعت في كل إنسان وإنما على الإنسان التنبه إليها والإذعان لها.
وهو ما يشير إليه الحديث الشريف:ٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) عَنْ قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ ﴿فِطْرَتَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها﴾ قَالَ: فَطَرَهُمُ جَمِيعاً عَلَى التَّوْحِيدِ(33).
4. ما ذكره القزويني:
اعرفوا الله بالله: صورته أمر، ومعناه النهي عن الوسواس في تحصيل معرفة الله بتتبع ما قاله الفلاسفة وأتباعهم من الدور والتسلسل ونحو ذلك(34).
ولعلّه يريد الإشارة إلى أن معرفة الله لمّا لم تكن متوقفة على الأبحاث الفلسفية وإن كان بعضٌ منها حقّ، فإن الدخول فيها لمن لا حاجة له ولا غرض قد يكون مدعاةً للبعد عن المعرفة بدلاً من القرب منها.
5. ما ذكره المجلسي رحمه الله، فإنه بعد ذكر بعض الوجوه المتقدمة قال:
ويحتمل أن يكون الغرض عدم الخوض في معرفته تعالى ورسوله وحججه بالعقول الناقصة فينتهي إلى نسبة ما لا يليق به تعالى إليه وإلى الغلو في أمر الرسول والأئمة صلوات الله عليهم...
الثاني: .. فمعنى اعرفوا الله بالله اعرفوه بنور الله المشرق على القلوب بالتوسل إليه والتقرب به فإن العقول لا تهتدي إليه إلا بأنوار فيضه تعالى ....
الثالث: أن يكون المراد ما يعرف بها من الأدلة والحجج، فمعنى اعرفوا الله بالله أنه إنما تتأتى معرفته لكم بالتفكر فيما أظهر لكم من آثار صنعه وقدرته وحكمته بتوفيقه وهدايته لا بما أرسل به الرسول من الآيات والمعجزات، فإن معرفتها إنما تحصل بعد معرفته تعالى... وهذا أقرب الوجوه(35) ...
ومرجع قوله الأخير إلى الدعاء المعروف: ِ اللهمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ نَبِيَّكَ، اللهمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ، اللهمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي(36)..
ومن الواضح أن مختلف التفاسير تحوم حول كون الحديث ناظراً إلى سبيل معرفته تعالى لا إلى مقدار معرفته الممكنة، إذ عدم إمكان معرفة كنهه مُسَلَّمة عند أهل الحق جميعاً، وتبقى الأحاديث المثبتة لهذا المعنى والموافقة للفطرة السليمة وللمقطوع به عند أهل العقل والنقل مُحَكَّمة في المقام.
وعلى هذه المعاني يحمل كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) حين سئل: بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَ؟
قَالَ: بِمَا عَرَّفَنِي نَفْسَهُ.
قِيلَ: وَكَيْفَ عَرَّفَكَ نَفْسَهُ؟
قَالَ: لَا يُشْبِهُهُ صُورَةٌ وَلَا يُحَسُّ بِالحوَاسِّ وَلَا يُقَاسُ بِالنَّاسِ، قَرِيبٌ فِي بُعْدِهِ بَعِيدٌ فِي قُرْبِهِ، فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا يُقَالُ شَيْءٌ فَوْقَهُ، أَمَامَ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا يُقَالُ لَهُ أَمَامٌ، دَاخِلٌ فِي الْأَشْيَاءِ لَا كَشَيْءٍ دَاخِلٍ فِي شَيْءٍ، وَخَارِجٌ مِنَ الْأَشْيَاءِ لَا كَشَيْءٍ خَارِجٍ مِنْ شَيْءٍ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ هَكَذَا وَلَا هَكَذَا غَيْرُهُ، وَلِكُلِّ شَيْءٍ مُبْتَدَأٌ(37).
وفي حديث آخر أن رجلاً قال له: يَا أَمِيرَ المؤْمِنِينَ بِمَا ذَا عَرَفْتَ رَبَّك؟
قال: بِفَسْخِ الْعَزْمِ وَنَقْضِ الْهَمِّ، لَمَّا هَمَمْتُ فَحِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَ هَمِّي، وَعَزَمْتُ فَخَالَفَ الْقَضَاءُ عَزْمِي، عَلِمْتُ أَنَّ المدَبِّرَ غَيْرِي (38).
ويؤيد هذا الفهم والمعنى (إضافة إلى ظهوره فيه وتعيُّن حمله عليه) ما ورد في حديثين آخرين، أوّلهما عن أمير المؤمنين (عليه السلام): لَيْسَ بِإِلَهٍ مَنْ عُرِفَ بِنَفْسِه(39).
وثانيهما عنه (عليه السلام) وعن الإمام الرضا (عليه السلام): كُلُّ مَعْرُوفٍ بِنَفْسِهِ مَصْنُوع(40).
فإن من يُعرف بنفسه مصنوع، والمصنوع ليس إلهاً، فإذا عُرف بنفسه أي بحقيقته، وتوصّل المخلوق إلى كنهه، صار متّصفاً بصفات المخلوقين، فصار مصنوعاً مثلهم لا صانعاً لهم.
وإذا أحاطوا به أبطلوا ما أثبته الحديث المتقدّم من أنّه: لَا يُحَسُّ بِالحوَاسِّ وَلَا يُقَاسُ بِالنَّاسِ، حيث صار محسوساً مثلهم شريكاً لهم في كونه مُحاطاً به(41).
بما تقدّم يتّضح أن الحديث الشريف (اعرفوا الله بالله) ناظر إلى سبيل وطريق معرفته تعالى وأجنبيّ عن دعوى معرفة كنهه التي ثبت استحالتها.
2. دل على ذاته بذاته
استدلّ كذلك بما ورد في دعاء الصباح المرويّ عن أمير المؤمنين (عليه السلام): يَا مَنْ دَلَّ عَلَى ذَاتِهِ بِذَاتِهِ، وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجَانَسَةِ مَخْلُوقَاتِه(42).
ولجريان الوجوه التي مرت في الحديث السابق مجالٌ واسع ههنا أيضاً.. فالجواب هو الجواب..
فضلاً عن قيام القرينة المتّصلة على إرادة نفي المجانسة والمشابهة بين الخالق والمخلوق، وذلك في قوله (عليه السلام) (وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجَانَسَةِ مَخْلُوقَاتِه) فإن كان العطف عطف بيان كان في تنزّهه تعالى عن مجانسة مخلوقاته دلالة على ذاته بذاته.. وإن لم يكن عطف بيان كانت الوجوه السابقة كافية في بيان معنى الحديث.
وفي هذه الأحاديث وأمثالها كدعائه (عليه السلام): بِكَ عَرَفْتُكَ، وَأَنْتَ دَلَلْتَنِي عَلَيْكَ، وَدَعَوْتَنِي إِلَيْكَ، وَلَوْ لَا أَنْتَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْت(43)، من المعاني اللطيفة التي لا تتعارض مع العقل والشرع كما ذهب إليه بعض أصحاب المناهج المنحرفة تأثراً بمدارس الصوفية وغيرها.
3. يعرفك كنه معرفتك
ما ورد عنهم (عليهم السلام) في الدعاء: أسأَلُكَ مَسأَلَةَ مَن يَعرِفُكَ كُنهَ مَعرِفَتِكَ مِن كُلِّ خَيرٍ يَنبَغي لِلمُؤمِنِ أن يَسلُكَهُ(44)..
ومثلها قوله (عليه السلام): اِلهي وَاَلْحِقْني بِنُورِ عِزِّكَ الأبْهَجِ، فَاَكُونَ لَكَ عارِفاً(45).
ولأن كلام أهل البيت (عليهم السلام) يفسر بعضه بعضاً، يلزم ملاحظته مجتمعاً لا مجتزءاً، وينبغي أن نضم الأحاديث التالية إلى ما استدلوا به، ومنها ما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): أَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفِي وَمَا قَصُرَ عَنْهُ أَمَلِي مِنْ تَوْحِيدِكَ وَكُنْهِ مَعْرِفَتِك(46).
وورد في العشرات من الروايات التي ذكرناها سابقاً: الله أَعْلَى وَأَجَلُّ أَنْ يَطَّلِعَ أَحَدٌ عَلَى كُنْهِ مَعْرِفَتِه(47)، وما بهذا المعنى.
وبما أن التناقض غير محتمل في كلامهم، وأن بعضه حاكم على بعض ومفسر له، ينبغي أن نتبين المراد من معرفة الكنه في الطائفتين من الروايات..
ومما يوضح ذلك ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال: وَكُنْهُهُ تَفْرِقَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِه(48).
فيكون هذا المعنى هو الذي أثبتته الروايات الأولى، وهو التفرقة بينه وبين خلقه، دون معرفة حقيقته وذاته، التي تنفيها الطائفة الثانية من الروايات.. وعليه يكون المراد من الدعاء خلاف المدّعى تماماً! إذ أنه يثبت التفرقة بين الخالق والمخلوق، ولازم اعتقاد القوم في الحلول والاتحاد ووحدة الوجود نفي هذه التفرقة.
إذا تبيّن ذلك، وضممته إلى ما تقدم في الباب الأول، لم يبق شك في بطلان هذه الشبهة..
وأما أصل شبهة حصول الفناء فيأتي الحديث عنها في الفصل الثالث إن شاء الله.
(1) تقدّم ذكرها في الباب الأول: فصل3: استحالة الإحاطة بالذات الإلهية.
(2) المقدمات من كتاب نص النصوص ص415.
(3) أسرار الملكوت ج2 ص375.
(4) أسرار الملكوت ج2 ص430.
(5) تقدّم في الباب الأول فصل4: الإقرار بالعجز عن المعرفة رسوخٌ.. فراجع..
(6) نهج البلاغة ص125.
(7) أسرار الملكوت ج2 ص268.
(8) حريم القدس ص19-20.
(9) حريم القدس ص56.
(10) أسرار الملكوت ج2 ص375.
(11) الشمس الساطعة ص261.
(12) الفتوحات المكية (أربع مجلدات) ج1 ص93.
(13) كتاب المعرفة ص118.
(14) الفتوحات المكية (أربع مجلدات) ج1 ص94-95.
(15) مجموعة رسائل ابن عربي(مجلدان) (كتاب الوصايا) ص3.
(16) المقدمات من كتاب نص النصوص ص413.
(17) معرفة الله ج1 ص81.
(18) معرفة الله ج1 ص82.
(19) راجع الفصل الثالث من الباب الثاني.
(20) فصوص الحكم ج1 ص186، الطبعة الثانية لـ (انتشارات الزهراء)، طهران، وسائر الشواهد في كتابنا من (فصوص الحكم) ترجع لهذه النسخة.
(21) المقدمات من كتاب نص النصوص ص444.
(22) معرفة الله ج2 ص93-94.
(23) عيون أخبار الرضا ج1 ص290، وسائل الشيعة ج27 ص115.
(24) التوحيد للصدوق ص439.
(25) الكافي ج1 ص85، وكتاب التوحيد للصدوق ص286.
(26) الكافي ج1 ص85.
(27) شرح الكافي ج3 ص107.
(28) التوحيد ص90.
(29) متشابه القرآن ومختلفه ج1 ص46.
(30) الحاشية على أصول الكافي ص231.
(31) إقبال الأعمال ج1 ص67.
(32) الحاشية على أصول الكافي ص108.
(33) التوحيد (للصدوق) ص329.
(34) الشافي في شرح الكافي ج2 ص98.
(35) بحار الأنوار ج3 ص274-275.
(36) الكافي ج1 ص337.
(37) الكافي ج1 ص86، التوحيد للصدوق ص285.
(38) التوحيد للصدوق ص288.
(39) الاحتجاج ج1 ص201.
(40) نهج البلاغة ص272، وتوحيد الصدوق ص35.
(41) ذُكر في الملازمة بين كونه معروفاً بنفسه وكونه مصنوعاً وجه آخر وهو أنّ: كلّ معلوم بحقيقته فانّما يعلم من جهة أجزائه، وكلّ ذي جزء فهو مركب محتاج إلى مركّب يركّبه وصانع يصنعه، فثبت بذلك أنّ كلّ معلوم الحقيقة مصنوع ، راجع منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (للخوئي) ج11 ص65.
(42) زاد المعاد - مفتاح الجنان للمجلسي ص386.
(43) إقبال الأعمال ج1 ص67.
(44) بحار الأنوار ج1 ص96.
(45) إقبال الأعمال لابن طاووس ج3 ص299.
(46) مهج الدعوات لابن طاووس ص335.
(47) عوالي اللآلي ج4 ص132.
(48) تحف العقول ص63.