• الموقع : موقع العلم والإيمان.. مقالاتٌ وأبحاثٌ ومؤلفات.. بقلم: الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي .
        • القسم الرئيسي : الكتب والمؤلفات .
              • القسم الفرعي : قبسات الهدى .
                    • الموضوع : مقال12: ختام القبسات .

مقال12: ختام القبسات

مقال12: ختام القبسات

بسم الله الرحمن الرحيم(1)

لن ينتهي الجدل الذي أثير حول الدكتور شريعتي مع (قبسات الهدى) هذه كما لم ينته قبلها، وغاية ما نأمله هو أن نساهم في رفع شبهة هنا أو هناك قد يتأثر بها بعض المؤمنين عن حسن ظن بقائلها.. وحسن الظن لا يكفي للأخذ من أي أحد، فكم من شخص تعتقده صادقاً يكون مخطئاً، وقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لَيْسَ مَنْ طَلَبَ الحقَّ فَأَخْطَأَهُ كَمَنْ طَلَبَ الْبَاطِلَ فَأَدْرَكَه(2)‏..

ولئن كان الدكتور شريعتي ممن طلب الحق في عيون محبيه، فإنه قد وُفِّقَ في إدراك جملة من المفاهيم الدينية الجميلة..

ولئن كان يهتزّ طرباً كلما دغدغ نفسه البشرية مفهوم إلهيٌّ فإنه لم يعدم أن يبيّن جملة من الحقائق والمفاهيم الدينية بقالب عصري شبابي تتناغم معه شريحة من مجتمعنا وخاصة شبابنا..

لكنه في المقابل قد (شطح) شطحات كبيرة بدأت من أصول الاعتقاد مروراً بقائمة من المفردات العقدية والفقهية، العلمية والعملية، التاريخية والاجتماعية.. فتشوّهت في كلماته مفاهيم كثيرة بعد أن قرأها قراءة مغلوطة، كادت تطمس الهوية الفكرية للشيعة..

وقد حاولنا في هذه (القبسات) أن نسلط الضوء على (جملة) منها تكفي لإعطاء صورة واضحة حول آرائه، وتجيب على عدة من الشبهات التي سقط فيها، إما لعدم إدراكه لحقائقها بعدما حام حول ظواهرها ولم يوفق للغوص في مقاصد الشريعة منها.. وإما لاجتزاء القراءة عنده.. أو غير ذلك مما نطوي عنه كشحاً..

وقد تبيّن من مطاوي البحث مقدار تأثره بكتب المخالفين، وقد بيّن أحد أسباب ذلك حينما عدّ التقريب بين السنة والشيعة سبباً من أسباب الاعتماد على كتبهم!! (3).

فكان تقريباً غير آمنٍ من لوثات المخالفين، بحيث تسرّبت عبره كلمات حكام البلاط وأفكار مخالفي العترة الطاهرة، وقد تبنى ما نقله منها بشكل صريح حينما قال:

ان اختيار المحقق لبعض الكتب كمصادر في تحقيقه لا يعني بحال أنه يؤيد كل ما في تلك الكتب بدون استثناء، بل انه يؤيد الشيء الذي نقله من ذلك المصدر لا أكثر ولا أقل(4).

على أنّه فضلاً عن ذلك صرّح مراراً بما يعتقد مما يخالف عقيدة الإمامية.. فلا يُعبأ بما حاول به الذبّ عن نفسه حينما زعم أن ما ينسب إليه هو اتّهامات وافتراءات بعد أن كانت مبثوثة في محاضراته وكتبه.. قال:

إلا أن هذه الجماعة المبتلاة بداء التحجر والانغلاق لا تزال تنهال علينا بأنواع التهم والافتراء وتعكّر الاجواء خدمة للاعداء(5)..

فإنّ هذه القبسات نموذجٌ حيٌّ ماثل أمام القارئ يكشف عقيدة الدكتور شريعة ويعرضها من كتبه.. على أنه بعدما اشتكى مما يثار ضده قال:

لذا أرى من الضروري ان أعلن بصراحة عن تشيعي وعن أصول عقائدي التي كنت عليها طوال عمري وقدمت في سبيلها شبابي وعشرين سنة من دراستي وكتابتي وكلامي وعملي وأن اقول: أني المدعوّ علي شريعتي المتهم بجميع الاتهامات التي يقدر اللسان ان ينطق بها، اعتقد اعتقاداً كاملاً بـ:

1. وحدانية الله.

2. حقانية جميع الانبياء من ادم (عليه السلام) حتى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

3. رسالة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وخاتمية نبوته.

4. ولاية الامام علي (عليه السلام)وامامته ووصايته.

5. العترة الطاهرة بصفتها باب العصمة الوحيد للوصول إلى القرآن والسنة...

ووصل في تعداد تلك الفقرات إلى الرقم 22 ليقول:

22. وأخيراً أؤمن بالتشيع العلوي تشيع الشهادة الأحمر لا تشيع العزاء الاسود(6).

وذكر بينهما نقاطاً عدة يؤكد فيها على عقيدته..

وقد تبيّن في مطاوي القبسات مقدار التناقض الذي التزم به هناك مع ما التزم به هنا في باب العصمة مثلاً والولاية وما إلى ذلك..

وقد كان موقفه ملتبساً مع العلماء، وهو حين يشن هجوماً لاذعاً على رجال الدين لا يوفر الشيعة منهم، يقول:

رجال الدين الذين طالما استعبدوا الناس سياسياً واقتصادياً وعقائدياً، يتوجّهون وكأنهم رعايا إلى مزار السلطان علي بن موسى الرضا معبّرين بذلك عن انتساب سلطانهم وقدرتهم ونفوذهم السياسي والمادي والمعنوي إلى هذا المزار السماوي المقدس الذي منحهم هذه المكانة وأعطاهم هذا المنصب في الأرض(7)..

ويزعم أنه يهاجم العلماء المزيفين حصراً، ثم ما يلبث أن يزعم أن حوزاتهم تحارب القرآن الكريم، فيقول عن كتاب الله:

ومن هنا فأنت لا تعلم يا أخي المفكر ولا تعلمين يا أختي المفكرة أية جهود بذلوها حتى يبعدوه من بين الأحياء، ويقطعوا أثره عن الحياة، ويسكتوا نداءه حتى في ساحات الجهاد بل وفي حوزات (الاجتهاد)!! (8).

لينسب لهؤلاء العلماء مسؤولية عدم اتباع الأمم للحق! فيقول:

إننا إذا طرحنا (التشيع الصفوي) جانباً.. وكانت علاقتنا مباشرة بالتشيع العلوي، حتى تسطع أشعته مباشرة على قلوبنا -دون أن تمر بأجهزة التنقية الصفوية- فإن ضمير العالم الثالث اليوم والجيل المتمرد في قرننا الحالي والضمير المسؤول الواعي عند كل المسلمين، كلها سوف تقبل الشعارات الأصيلة للتشيع، أي الإمامة والعدالة والإيمان والوحدة(9)..

وكأن الدكتور شريعتي يتصور أن البشرية لا تتبع الحق المتمثل بالتشيع اليوم لأن التشيع لا يطرح كما ينبغي فهو مشوّه محرّف داس عليه التشيع الصفوي ولم يبق منه إلا اسمه!

ونحن وإن كنّا نقرّه بأن بعض المفاهيم قد تكون مشوشة لا مشوّهة، وبعضها قد لا يكون واضحاً، إلا أن روح التشيع وحقيقته وجوهره لا تزال كما هي..

الروح التي أسسها علي (عليه السلام) وتبعه عليها شيعته الخلص على مر التاريخ وذاقوا في سبيلها ما ذاقوا وقدموا من التضحيات الغالي والنفيس هي نفسها لا تزال مستقرة بين ثنايا المذهب الشيعي وتظهر في أنفاس وحركات الشيعة..

ولا يرجع عدم اقرار الآخرين بحق الشيعة إلى هذا التشويه المزعوم للتشيّع.. إنما يرجع لإنكار النفوس المريضة من سائر الأديان والمذاهب الحق رغم وضوحه.. وليس الأمر جديداً.. فإن الحالة الغالبة على البشرية هي عدم اتباع أهل الحق كما حصل مع الأنبياء على طول المسيرة..

بل كما حصل مع من ينتسب له الشيعة وهو أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث أقصيَ عن الخلافة وحورب ممن رفضوا ما أتاهم به، لا لأنه غير واضح او مشوّه بل لأنه في غاية الوضوح ويتضمن كل مفاهيم العدل والإنصاف التي لا يمكنهم تقبلها..

ولو التزمنا بأن السبب الذي يمنع الآخرين من اتباع الحق اليوم هو عدم صوابية شعاراتنا فإن هذا يعني عدم صوابية شعارات علي (عليه السلام).. وهو الباطل بعينه..

لقد حاول الدكتور شريعتي أن يُبَسِّط الاختلاف الحاصل بينه وبين المجتمع الشيعي عموماً والعلماء خصوصاً، وينسب ذلك إلى الاختلاف في اللغة! فيقول:

واختلافاتنا مع شريحة من المؤمنين هو نوع من سوء التفاهم الناتج عن اختلاف اللغة بيننا.. وقد أدى اختلاف اللغة الى اختلاف العقيدة(10).

ويقول:

واذا كنا نتعرض للهجوم في طرح مثل هذه القضايا فهذا راجع إلى سوء التفاهم الناتج عن ازدواجية اللغة(11)..

فإن كان الأمر كذلك، لماذا يصر الدكتور شريعتي على الطعن الكبير بكل من خالفه ويذمّهم بأشدّ الألفاظ؟

على أننا نرى أنه جانب الصواب في دعواه، فما ظهر من اختلاف لم يكن لفظياً ومقتصراً على الأسلوب.. وقد اتُّهم من كلّ الأطراف:

حمدت الله أن ساقني إلى طريق أُتهم به في إيران بأني من أهل السنة وفي السعودية بأنني من غلاة الشيعة(12)..

ويقول عندما يتحدث عن بحث الأمّة والإمامة:

وإذا وقعت قارئي الكريم خلال بحثنا هذا على عبارات ومصطلحات تختلف من مألوف ما نسمعه من عبارات ومصطلحات في هذا البحث والأصل العقائدي فأرجعه إلى اختلاف اللغة، وطريقة الاصطلاح، واختلاف زاوية النظر إلى موضوع البحث، لا إلى إختلافٍ في أصل الإعتقاد(13).

فإذا كان هو بنفسه يعتقد أن الاختلاف هو في اللغة والاصطلاح وزاوية النظر الى موضوع البحث لا في أصل الاعتقاد، فما باله وصف من خالفه الرأي بأبشع النعوت حتى عدهم (مستحمرين)؟! وشملهم بأسوأ الالفاظ وأسقطهم عن حقيقة الاتّباع لمعتقد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) ودينهما وأخلاقهما!

وإذا كان يطلب منهم إبقاء الاختلاف في (حدوده) ومعرفة مدى الاختلاف وعدم تحميله ما لا يحتمل فلم لم يقم هو بذلك قبلهم وشن عليهم حملة لا تبقي ولا تذر!

أما كان أولى به أن يلتزم بما يطالب الآخرين به؟!

وهل نلومهم إن كانت ردة فعل عوامهم على وزان أقواله بحقهم وإن سبقهم بأشواط في التسقيط والتجريح؟!

وردة فعل علمائهم دفاعاً عن عقيدة مُسخت عنده؟!

هل فعله هذا هو نوعُ تأثُّرٍ ببعض المخالفين؟ وهو من يذم العلماء الشيعة فيما يطري على محمد عبده وجمال الدين الأفغاني والكواكبي ورشيد رضا ويزعم حسد العلماء لجمال الدين..

ويذم كتب الشيعة ويعتمد على كتب البلاط كتاريخ الطبري وأمثاله.

ويذم علماء بلادنا وهو المتأثر بجملة من مفكري الغرب.. كأساتذته.. جورفيتش Gurvitch وآرون Aron عالمي الاجتماع، و ماسينيون Massignon وجاك بيركJacques Berque  وبرنشويج Brunschwig وهنري ماسيه Henri Massé(14).

أم أنّ لفعله أسباباً نفسية أخرى؟!

وهو الذي يقرّ بأنه ليس داعياً دينياً وإن دعى الناس إلى تغيير معتقداتهم وزعم بطلانها!

يقول:

أنا لست داعياً دينياً، ولا أدعو للدين الوراثي، ولست ملتزماً بعهد للدعوة إلى الدين، هذا نوع من تفكيري العلمي والتحقيقي الذي توصلت إليه وأنا أريد أن أقوله(15)..

وإذا أجَلتَ النظر في كلماته هالَكَ ما تراه من إقرارٍ بالإبهام في عقيدة الإمامة، حتى انفتحت له جهة من جهات الإمامة في علم الاجتماع فدعا الناس لتغيير مفهوم الإمامة عندهم!

يقول:

حقاً إن جميع ما سمعته وقرأته في كتب الشيعة حول الإمامة وأصالة الإمام والاعتقاد بالإمام كان مبهماً لديّ من قبل، نعم كان مبهماً جداً.. لم يكن الموضوع واضحاً أمامي، ولم أكن قادراً على أن أهضم مضمون الفكرة، فما كنت أسمعه وأقرأه لم يكن منسجماً مع منطق العصر ورؤيتي الاجتماعية.. واستمر الامر على هذا الحال حتى فتحت أمامي -فجأة وبشكل يشبه الإلهام والكشف-  نافذة على عالم جديد.. ولاحظت أن مسألة الإمامة.. أضحت بمنظار علم الاجتماع السياسي ضرورة حياتية، وتجلت أمامي عظيمة عميقة رائعة بحيث لم تتوفر لدي أي مسألة أخرى إطلاقا على هذا الحجم من القوة والوضوح(16).

ومن يقرأ يظنّ أن الرجل قد انتقل من شك ووهم إلى قطع ويقين، لكنك تُفاجَأ حينما ترى أن (كل ما يقوله) هو نظريات غير قطعية!! الواضح عنده في أمّهات المسائل ليس أمراً قطعياً نهائياً!

يقول:

من المقطوع به أن ما أطرحه هنا جديد، ومن الممكن أن يكون صحيحاً أيضاً، من هنا فكل ما أقوله نظرية، وليس أمراً نهائياً قطعياً، وإنما أدعو إلى التفكير فحسب.

فقد توصلت في قراءتي الى نتائج ولكن لا يجب أن تعتقد أن كل ما أقوله صحيح 100 %، كما أنني لست معتقداً بصحة كل ما أقوله 100 %، انما قمت بدراسة في ضوء مبادئ علم الاجتماع..

وهذا التذكير يجب أن يُعدَّ مقدمة لجميع ما أقوله وأكتبه(17).

فإذا كان قد أسقط جميع ما سمعه وقرأه في كتب الشيعة حول الإمامة باعتباره مبهماً غير واضح!

وذلك بعدما كان قد أسقط العصمة بمعناها الشيعي أيضاً، ثم قدّم بديلاً لا يعتقد هو بصحته بالكامل!!

فأي دعوةٍ هذه التي تدعو لترك المعتقد اليقيني الذي يعتقد به كل الشيعة واستبداله بمعتقد مشكوك؟!

أفلا ينطبق على دعوته للناس قول الله تعالى لبني إسرائيل: ﴿أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ﴾؟(18).

وهل يصح الالتزام في أصول الاعتقاد بما لا يعتقد صاحبه بصحته تماماً؟! وقد قال ربنا تعالى في كتابه: ﴿فَماذا بَعْدَ الحقِّ إِلاَّ الضَّلالُ﴾(19).

ولكن.. لماذا كلّ هذه التناقضات والضعف العلمي والخواء الفكري؟!(20).

يرتفع العجب عندما تقرأ اعترافه بأنه لم يكن متخصصاً في جميع الأمور التي طرحها حتى الإسلامية منها!

فيقول:

إنني لم أكن متخصصاً في جميع تلك الأمور التي طرحتها، في المسائل الإسلامية أو المسائل الاجتماعية أو الأديان أو الإنسان أو الثقافة والحضارة والتاريخ، وجميع المسائل التي تدور في فكري(21)..

فهل يصحُّ أن نأخذَ مفاهيمنا الدينية من غير أهل الاختصاص؟! وممن  لا يقرّ بصحّتها المطلقة؟!  أو ممن كان يعيش حالة الشك؟!

من ههنا أصيبت مقاتله، وقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام): مَنْ تَرَكَ قَوْلَ لَا أَدْرِي أُصِيبَتْ مَقَاتِلُه‏(22).

فليته صمت بعد أن أقرّ بعدم الاختصاص، وتنبّه إلى الحديث الشريف: وَمَنْ خَافَ الْعَاقِبَةَ تَثَبَّتَ عَنِ التَّوَغُّلِ فِيمَا لَا يَعْلَمُ، وَمَنْ هَجَمَ عَلَى أَمْرٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ جَدَعَ أَنْفَ نَفْسِهِ(23).

 


(1) نشر المقال في شهر 8 سنة 2018 م.

(2) نهج البلاغة ص94.

(3) سئل في الصفحة 161 من كتابه (دين ضد دين) عن سبب اعتماده على كتب السنة في كتابه (معرفة الإسلام) فأجاب بعدة إجابات منها التقريب بين السنة والشيعة! ومنها اثبات حقانية الشيعة من مصادر السنة.. والثاني صحيح دون الأول.

(4) دين ضد دين ص166.

(5) دين ضد دين ص174.

(6) دين ضد دين ص178.

(7) دين ضد دين ص130.

(8) التشيع مسؤولية ص58.

(9) التشيع مسؤولية ص58.

(10) التشيع مسؤولية ص65.

(11) التشيع مسؤولية ص68.

(12) أبي وأمي نحن متهمون ص57.

(13) الأمة والإمامة ص9.

(14) العودة إلى الذات ص263 و274.

(15) الإنسان والإسلام ص50.

(16) الأمة والإمامة ص37.

(17) الأمة والإمامة ص39.

(18) البقرة 61.

(19) يونس 32.

(20) لعل آخر ما يمكن أن يدافع به عن الرجل هو أنه لم يكن متنبّهاً إلى كل هذه الأخطاء في كلماته، وأنّه كان مستعداً للإقرار بها، معلناً استعداده لنقضها، لكنه لم يقم بذلك فعلاً، ولا ندري هل أنّه كان جدياً ولكن لم يسعفه العمر والظروف لذلك؟ أم أن كلماته هذه كانت موقفاً عابراً بعد ردود الأفعال عليه؟  فقد ذكر المرجع الديني السيد محمد صادق الروحاني في أحد إجاباته المنشورة في موقعه الالكتروني حول الدكتور شريعتي ما نصه: (كان رجلاً غير مستقيم في فهم الحقائق الدينية والمذهبية، وقد تضمنت الكثير من كتبه مطالب خلاف المذهب بل الدين، وبعد صدور بعض الردود إليه أرسلَ لي قائلاً:‏ أنا أجي‏ء إلى قم، وكل مطلب تراه خلافاً للدين والمذهب فأرشدني إليه وأنا أتراجع عنه وأقوم بنفسي بكتابة الرد عليه، ولكنَّ ذلك لم يتحقق)، ونحن لا تهمّنا الأحوال الشخصية بقدر ما يهمّنا بيان صحة الاعتماد عليه في أمور الدين من عدمه، وقد تبيّن حال ذلك مما تقدّم.

(21) تاريخ ومعرفة الأديان ص523.

(22) نهج البلاغة ص482.

(23) الكافي ج‏1 ص27.


بقلم: الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي

  • المصدر : http://www.aliiman.net/subject.php?id=41
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 5